الأحد، 28 ديسمبر 2014

وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ [الأنعام: 92]

(وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) [الأنعام: 92]
وصف الله كتابه الكريم بأنه مبارك فقال تعالى: وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ [الأنعام: 92] والبركة فى هذا القرآن شاملة عامة، تسرى فى كل نص فيه، وتبرز فى كل موضوع من موضوعاته، وتلحظ فى كل جانب من جوانبه .. ولعل من مظاهر هذه البركة وصورها، البركة فى نصوصه، حيث تجد النص قليلا فى كلماته قصيرا فى عباراته، لكنه غنى فى دلالاته، شامل فى معانيه، عظيم فى توجيهاته، عملاق فى إيحاءاته ..
كم من الدلالات والمعانى يمكن أن تستخرج منها؟ وكم من مظاهر البركة وصورها وألوانها يمكن أن تؤخذ منها؟ - على القاعدة البلاغية «حذف المعمول يفيد العموم» فالقرآن مبارك فى كل شيء، بركة عامة شاملة- إنه مبارك فى مصدره لأنه كلام الله، ومبارك فى مكانه فى اللوح المحفوظ، ومبارك فى حامله جبريل عليه السلام، ومبارك فى من يشيعه من الملائكة، ومبارك فى من تلقاه وهو رسول الله عليه السلام، ومبارك فى من استقر فيه وهو قلب الرسول عليه السلام، ومبارك فى كلماته فهى قليلة فى مبناها غنية فى معناها، ومبارك فى حجمه القصير وعلومه الغزيرة، ومبارك فى علومه ومعارفه- ومكتبة التفسير وعلوم القرآن على طول التاريخ الإسلامى مصداق هذا- ومبارك فى تشريعاته ومناهجه ومبادئه، ومبارك فى رسالته ومهمته وأغراضه، ومبارك
فى أثره وتأثيره وآثاره .. إلى غير ذلك من صور البركة التى تجلت فيه..
مفاتيح للتعامل مع القرآن د. صلاح الخالدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا