ما هى إيحاءات وظلال ولطائف قوله تعالى فى صفة
الأنصار (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ) [الحشر: 9]؟
وعلى الأخص ما هى ظلال ولطائف الصورة المجسمة المؤثرة
لتبوء الإيمان- بعد التمتع بتملّى ما فيها من تجسيم فنى للإيمان المعنوى، حيث عرض
فى صورة مادية إذ أصبح كالبيت يدخل فيه الإنسان ويتبوأ له فيه مقعدا، ويلاحظ
القارئ البصير بخياله اليقظ حركة هذا الإيمان، وقد تحول إلى بيت صالح للإقامة فيه،
وحركة المؤمن وهو يدلف إلى هذا البيت الإيمان ليتبوأ فيه مسكنا- إنه يعرض لطائف
ندية، ويلقى ظلالا وارفة .. ويطالب كل مؤمن أن يقيم فى بيت من إيمان خالص، وأن
ينصب عليه قبة من إيمان، وأن يستظل بمظلة من إيمان، وأن لا تفارقه فى لحظة من
لحظات حياته، وبهذا يتحول إيمان المؤمن من إيمان سلبى خامد إلى إيمان إسلامى فاعل
عامل حى موجه رائد قائد .. إنه سيبقى فى حصن إيمانى، وفى حرز مكين، طالما بقى
متبوءا هذا الإيمان .. فإذا ما خرج من بيت الإيمان، أو أخرج أحد حواسه من نوافذه
فإن الشياطين الراصدة له بانتظاره، فستخطفه إلى الظلمات، وتهدم عليه بيته، وتنغص
له حياته، وتسمم له عيشه، وتقوده إلى نار جهنم.
مفاتيح للتعامل مع القرآن
د.صلاح الخالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمنا