الاثنين، 14 نوفمبر 2011

وقفات مع سورة الفرقان

سورة الفرقان
مناسبتها لما قبلها
كانت سورة « النور » التي تسبق هذه السورة ، نورا من نور الحق جلّ وعلا ، سطع نورها في آفاق المجتمع الإسلامي ، فجلا كل غاشية ، وفضح كل ضلال وبهتان.
وكانت « سورة الفرقان » مكملة لهذه السورة ، إذ قد استفتحت بتمجيد اللّه ، الذي أفاض على عباده هذا الخير الكثير المبارك ، بما نزّل من آيات بينات على نبيّه الكريم .. هى الفرقان ، بين الحق والباطل ، والهدى والضلال ، والنور والظلام فكان النور المشع من سورة النور كاشفا للشّبه ، مجليا للشكوك والريب ، مقيما أمر المسلمين على نور مبين .. وهذا النور الذي معهم من آيات اللّه ، هو « الفرقان » الذي يفرقون به بين الحق والباطل ، وبين الهدى والضلال!.  .......
.(التفسير القرآني للقرآن)
 ومناسبة أول هذه السورة لآخر ما قبلها أنه لما ذكر وجوب مبايعة المؤمنين للرسول وأنهم إذا كانوا معه في أمر مهم توقف انفصال واحد منهم على إذنه وحذر من يخالف أمره وذكر أن له ملك السموات والأرض وأنه تعالى عالم بما هم عليه ومجازيهم على ذلك ، فكان ذلك غاية في التحذير والإنذار ناسب أن يفتتح هذه السورة بأنه تعالى منزه في صفاته عن النقائص كثير الخير ، ومن خيره أنه ) نَزَّلَ الْفُرْقَانَ ( على رسوله منذراً لهم فكان في ذلك اطماع في خيره وتحذيره من عقابه .
ولما سبق في أواخر السورة لا إن لله ما في السموات والأرض فكان إخباراً بأن ما فيهما ملك له ، أخبر هنا أنه له ملكهما أي قهرهما وقهر ما فيهما ، فاجتمع له الملك والملك لهما . ولما فيهما ،
(البحر المحيط)

تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)
لماذا قال نزل ولم يقل أنزل؟
 وفي قوله تعالى : « نَزَّلَ » بدلا من « أنزل » إشارة إلى أن ما نزل على النبىّ من آيات ربّه ، لم ينزل جملة واحدة ، وإنما نزل نجوما مفرّقة .. وذلك لحكمة عالية ، كشف عنها سبحانه وتعالى في ردّه على الكافرين والضالين ، الذين قالوا : « لو لا نزّل عليه القرآن جملة واحدة؟ » فقال سبحانه : « كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ رَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا وَ لا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَ أَحْسَنَ تَفْسِيراً » (32 ـ 33 : الفرقان).
(التفسير القرآني للقرآن)

«وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ وَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَ لا نَفْعاً وَ لا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَ لا حَياةً وَ لا نُشُوراً » .
وفي عود هذا الضمير على غير مذكورين ، تحقير لهم ، وإصغار لشأنهم ، وأنهم ليسوا شيئا ذا بال ، حتى يذكروا ذكرا ظاهرا ..
(التفسير القرآني)

وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا (4)
من يعنون  بقولهم (قوم آخرون)؟؟
  وأرادوا بالقوم الآخرين اليهود. روي هذا التفسير عن مجاهد وعن ابن عباس: أشاروا إلى عبيد أربعة كانوا للعرب من الفرس وهم: عداس مولى حويطب بن عبد العزى، ويسار أبوفكيهة الرومي مولى العلاء بن الحضرمي، وفي «سيرة ابن هشام» أنه مولى صفوان بن أمية بن محرث، وجبر مولى عامر. وكان هؤلاء من موالي قريش بمكة ممن دانوا بالنصرانية وكانوا يعرفون شيئا من التوراة والإنجيل ثم أسلموا، وقد مر ذلك في سورة النحل، فزعم المشركون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتردد إلى هؤلاء ويستمد منهم أخبار ما في التوراة والإنجيل.
(التحريروالتنوير)

قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)
 الآيات حكاية عن الكافرين فلم ختمت  بـ(غفورا رحيما )؟؟
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : إنه كان غفورا رحيما ، قال فيه ابن كثير : هو دعاء لهم إلى التوبة والإنابة ، وإخبار لهم بأن رحمته واسعة ، وأن حلمه عظيم ، وأن من تاب إليه تاب عليه ، فهؤلاء مع كذبهم ، وافترائهم ، وفجورهم ، وبهتانهم ، وكفرهم ، وعنادهم ، وقولهم عن الرسول والقرآن ما قالوا يدعوهم إلى التوبة والإقلاع عما هم فيه إلى الإسلام والهدى ; كما قال تعالى : {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم}
(أضواء البيان)

{وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ }ما معنى مقرنين؟؟؟
وإذا أُلقُوا منها مكاناً ضيّقاً ( قال ابن عباس : يضيق عليهم كما يضيق الزجّ في الرمح .
وأخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الثقفي قال : حدّثنا الفضل بن الفضل الكندي قال : حدّثنا عبد الرَّحْمن بن أبي حاتم قال : قرئ على يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني نافع عن يحيى بن أبي أسيد يرفع الحديث إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنّه سئل عن قول الله سبحانه ) وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا ( ) مُقرّنينَ ( قال : ( والذي نفسي بيده إنّهم يستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط ، مقرّنين مصفّدين ، قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال ) . ومنه قيل للحبل قَرنٌ ، وقيل : مع الشياطين في السلاسل والأغلال .
(الكشف والبيان)


فيمن نزل قوله تعالى{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يالَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ياوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِى وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا}ً؟؟؟
نزلت في عقبة بن أبي معيط وأُبي بن خلف وكانا متحابّين وذلك أنّ عقبة كان لا يقدم من سفر إلاّ صنع طعاماً فدعا إليه أشراف قومه وكان يكثر مجالسة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاماً فدعا الناس ودعا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى طعامه ، فلمّا قرّب الطعام ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلاّ الله وأني رسول الله ) فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنَّ محمداً رسول الله ، فأكل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من طعامه وكان أُبىّ بن خلف غائباً ، فلمّا أُخبر بالقصة قال : صبأت يا عقبة : قال : لا والله ما أصبأت ولكن دخل عليّ رجل فأبى أن يطعم من طعامي ألاّ أن أشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم ، فشهدت له فطعم .
(الكشف والبيان)

يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)
يوم يرون الملائكة ( عند الموت وفي القيامة ) لا بشرى يومئذ للمجرمين ( للكافرين ) ويقولون ( يعني الملائكة للمجرمين ) حجراً محجوراً ( أي حراماً محرماً عليكم البشرى بخير ، وقيل : حرام عليكم الجنة ، وقال بعضهم : هذا قول الكفار للملائكة ، قال ابن جريج : كانت العرب إذا نزلت بهم شديدة أو رأوا ما يكرهون قالوا : حجراً محجوراً ، فقالوا حين عاينوا الملائكة هذا ، وقال مجاهد : يعني عوذاً معاذاً ، يستعيذون من الملائكة .
(الكشف والبيان)

في قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23] هذه اللحظة، هي من أخشى ما يخشاه الصالحون، أن يكون دخل أعمالهم شيء من الرياء! فاللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلم، ونستغفرك لما لا نعلم.
(الشيخ عمر المقبل)

أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا (24)

استنبط بعض العلماء من هذه الآية الكريمة : أن حساب أهل الجنة يسير ، وأنه ينتهي في نصف نهار ، ووجه ذلك أن قوله : مقيلا : أي مكان قيلولة وهي الاستراحة في نصف النهار ، قالوا : وهذا الذي فهم من هذه الآية الكريمة ، جاء بيانه في قوله تعالى :{ فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا}
(أضواء البيان)

{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30]
كل من هجر القرآن بأي نوع من الهجر: سواء بتلاوته، أم بتدبره، أم بالعمل به، أم بتحكيمه والتحاكم إليه، والناس في هذا الباب بينهم من الفروق كما بين السماء والأرض.
(الشيخ عمر المقبل)

لماذا قدم المفعول الثاني على الأول {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)}؟
في قوله تعالى «اتخذ إلهه هواه» التقديم فقد قدم المفعول الثاني، والأصل اتخذ الهوى إلها للعناية به كقولك ظننت منطلقا زيدا إذا كانت عنايتك بالمنطلق، وفيه إلى جانب هذه النكتة نكتة ثانية وهي إفادة الحصر، فإن الكلام قبل دخول أرأيت مبتدأ وخبر، المبتدأ هواه والخبر إلهه، وتقديم الخبر كما علمت يفيد الحصر فكأنه قال أرأيت من لم يتخذ معبوده إلا هواه، فهو أبلغ في ذمه وتوبيخه.
(اعراب القرآن وبيانه)

الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34
قال تعالى مخبرا عن سوء حال الكفار في معادهم يوم القيامة وحشرهم إلى جهنم، في أسوأ الحالات وأقبح الصفات: { الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلا } ، وفي الصحيح، عن أنس: أن رجلا قال: يا رسول الله، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ فقال: "إن الذي أمشاه على رجليه قادر أن يُمشِيَه على وجهه يوم القيامة" (3) وهكذا قال مجاهد، والحسن، وقتادة، وغير واحد من المفسرين، [والله أعلم]
(ابن كثير) .

* ما دلالة استخدام كلمة (أناسيّ) في آية سورة الفرقان (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49))؟(د.حسام النعيمى)
هي الآية (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا) لماذا لم يقل ناس؟ لو نظرنا في الآية تتحدث عن إجبار بلدة ميتاً يعني بلدة ميتاً نباتها ليس فيها نبات هي ميت لا نبات فيها. لما كانت هذه قرية كلمة أناسيّ هي جمع إنس مثل إزميل أزاميل، إنجيل: أناجيل، يقولون إنسي أناسين وهي في الأصل أناسيي البعض قال أصلها أناسين وحذفت وقلبت النون إلى ياء وأنا لا أميل لهذا وإنما أميل إلى منهج العلماء الآخرين أنها أناسيّ على وزن أفاعيل: ياء الأخيرة لام وليس هناك نون محذوفة. فالإنسي ضد الوحشي وعندنا في الحديث الذي رواه الإمام علي كرّم الله وجهه: نهى رسول الله يوم خيبر عن متعة النساء وأكل لحوم الحمر الإنسية وفي رواية الأهلية. الحمار الإنسي يعني الذي يعيش مع الناس الذي يعيش في البلدة. الإنسي هو إذن ضد الوحشي والوحشي الذي يعيش في البرية. نجد الترتيب هنا: هي بلدة فالبلدة فيها هؤلاء الأناسي كثير يعني مجموعات من البشر لو قال ناس مطلقة تشمل كل من على الأرض وهو يريد أن يتحدث عن إحياء بلدة. فلما كان يتحدث عن إحياء بلدة ذكر إحياء نباتها ثم إحياء أنعامها بهذا الغيث (فإذا أنزلنا عليها الماء إهتزت وربت) بينما نباتها لاحظ التدرج: يحيا النبات وتحيا الأنعام ويحيا الأناسي هؤلاء الناس القليلون الذين هم مجموعات فصاروا كثيراً ولو قال الناس كانت صارت عامة وخرجت من إطار البلدة بينما الغيث الذي جاء هو غيث على بلدة معينة والله أعلم.
(د\حسام النعيمي)

فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)
 وقوله: (بِهِ) أي القرآن ببيانه والتمسك به، فإنه في ذاته قوة، وإنه بهذا يشير إلى وجوب الدعوة إلى الإسلام والجهاد في سبيلها والمصابرة، وهو أمر كبير إلا على الخاشعين، وإن كبر الجهاد ليس بكثرة المقتولين، وإنما كبره يكون بالصبر عليه، وإرادة اللَّه تعالى فيه، وتحمل الأذى والرضا بالأذى، ما دام يوصل إلى الغاية، وهي أن تكون كلمة اللَّه تعالى هي العليا.
(زهرة التفاسير)



{أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَه سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا}
 مامناسبة الآيات لما قبلها؟؟
لما بيِّن تعالى جهل المعترضين على دلائل الصانع وفساد طريقتهم ذكر أنواعاً من الدلائل الواضحة التي تدل على قدرته التامة لعلهم يتدبرونها ويؤمنون بمن هذه قدرته وتصرفه في عالمه.
                                        (البحر المحيط)                                      

وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55)
مامعنى (ظهيرا)؟؟؟؟
(وكان الكافر على ربه ظهيراً) هو المظاهر أي المعاون على ربه بالشرك والعداوة، والظاهرة على الرب هي المظاهرة على رسوله أو على دينه قال الزجاج: لأنه يتابع الشيطان ويعاونه على معصية الله لأن عبادتهم للأصنام معاونة للشيطان. وقال أبو عبيدة: المعنى وكان الكافر على ربه هيناً مهيناً ذليلاً من قول العرب ظهرت به أي جعلته خلف ظهري لم ألتفت إليه. ومنه قوله تعالى (واتخذتموه وراءكم ظهرياً) وقيل إن المعنى وكان الكافر على ربه الذي يعبده وهو الصنم قوياً غالباً يعمل به ما يشاء لأن الجماد لا قدرة له على دفع ونفع.
ويجوز أن يكون الظهير جمعاً كقوله: (والملائكة بعد ذلك ظهير) أو المعنى أن بعض الكفرة مظاهر لبعض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو دين الله
(فتح البيان)



- قوله تعالى: {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا} (55)
, هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه, فالمؤمن دائماً مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه, وهذا المعنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه, والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه على ربه, وعبارات السلف على هذا تدور.
(ابن القيم: الفوائد)
 

{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63]
من الأسئلة التي يثيرها تدبر هذه الآيات: كيف بدأت صفات عباد الرحمن بمسألة المشي، والإعراض عن الجاهلين؟ {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63] ولماذا بدأ بالمشي قبل الإعراض؟ فيقال – والعلم عند الله - : إن في هذا إشارة إلى أن المتصفين بهذه الصفات تُرى آثار الإيمان والعبودية عليهم من بعيد، فيعرفهم الإنسان بمجرد أن يراهم، ولا يحتاج إلى تكلف في تمييزهم، أما لماذا بدأ بالمشي قبل الإعراض، فلعل السبب – والله أعلم – أن المشي يُرى من بعيد بحاسة البصر، وهي أبعد من مسافة السمع المتعلق بسماع كلمات الجاهلين، فبدأ بالأبعد ثم الأقرب.
(عمر المقبل)



                                      {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)}            
             
كثيرون يحملون معنى هذه الآية على الشهادة بالزور فقط, وهذا فهم قاصر؛ فالمعنى أعم من ذلك وأعظم, فكل منكر زور, فمن علم به ولم ينكره بلا عذر فقد افتقد صفه عظيمة من صفات "عباد الرحمن", وكفى بذلك خسراناً مبيناً.
(أ.د. ناصر العمر)

****تناسب مفتتح الفرقان مع خاتمتها****   
قال في أولها (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)) ثم ينتقل إلى الكافرين والمشركين بعد هذا (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)) وقال في أواخرها (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)) وذكر في الآية الأولى (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) وذكر في الآخر (وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا) له ملك السموات والأرض وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً هو تعالى الذي يملكها هو جعل فيها سراجاً وقمراً منيراً وإزاء هؤلاء الكافرين المشركين ذكر عباد الرحمن. انتقل بعد البداية إلى ذكر المشركين والكافرين ثم ذكر عبد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً إلى آخر السورة. ذكر الكافرين ثم ذكر المؤمنين وهذا في القرآن كثير وذكر جزاء كل منهم فذكر المؤمنون أولاً وذكر غيرهم في الآخر، هذا مقابل هذا.
(لمسات بيانيه)

 عدارس
المستوى الثالث
معهد معلمات القرآن بغرب الرياض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا