الجمعة، 13 يونيو 2014

"ولاتكن من الغافلين"

 "ولاتكن من الغافلين"
لو تأملنا سورة الأعراف من أولها ﻵخرها نجد تكرار الذكر والغفلة والشكر وتعداد النعم ، وفي أول السورة وفي آخرها حديث عن كيد الشيطان.
 فيا ترى ما هي العلاقة بين الذكر والشكر واليقظة لكيد الشيطان ؟
 القلب اليقظ كثير الشكر مستحضر النعم, والقلب الغافل لاه قاس جاحد لا يذكر النعم.
الشكر واليقظة مهمة للنجاة من كيد الشيطان ومن سوء العاقبة يوم القيامة. أول السورة في قوله تعالى " وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أوهم قائلون" بياتا أو هم قائلون إشارة مهمة لنزول العذاب حال الغفلة, فأول السورة فيه حث على ما يوقظ القلوب, وآخر السورة فيه وعيد للغافلين, وذكر لما يقي من الغفلة؛ من أذكار الصباح والمساء, وسعة الصدر في التعامل مع الناس والتغافل والإعراض عن الجاهلين حتى لا ينشغل القلب بهم فيغفل.
   ومن أطال النظر في همومنا يجدها من التدقيق في القيل والقال والمشكلات الإجتماعية الناجمة عن اختلاف الطباع ، وما أكثرها وما أعقدها فيغرق الفرد فيها ويعيشها بتفاصيلها ليفاجأ بنفسه في المقابر " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر"، والنجاة تكون باليقظة لوساوس الشيطان التي تأخذنا بعيدا عما أمرنا به وخلقنا ﻷجله. ومتى ما غفلنا تجدنا ندقق فيما قال الجاهلون وما أكثرهم لنغرق في بحر لا ساحل له من الهم والغم وقسوة القلب وغفلته ، ويتغمدنا ربنا برحمته ببيان طوق النجاة المتمثل في اتباع الوحي فهو البصائر والهدى ، وفي ذكر الله تضرعا وخفية بالغدو والآصال ولا نكون من الغافلين. سبحانك ربنا ما أعظمك تعلمنا كيف نذكرك ، وهذا من رحمة ربي التي وسعت كل شئ ، اللهم اجعلنا من أهل هذه الرحمة واكتبنا من المتقين. فالنجاة والسعادة فيما جاء في وصف أهل الجنة في أول السورة، فيا من يشتاق أن يكون ممن ذكرهم في قال الله فيهم " ونزعنا ما في صدورهم من غل " ، ويا من يرجو أن ينادي أن قد وجدنا مع وعدنا ربنا حقا ، تأمل قوله تعالى " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول بالغدو واﻵصال ولا تكن من الغافلين" ، فهنيئا لمن حيا قلبه بهذه اﻵية ، ذاكرا لربه في نفسه وليس كأي ذكر, بل بقلب متضرع مخلص خائف يخفي عمله عن الخلق دون الجهر من القول ، ومتى يكون هذا الذكر ؟ يجئ الجواب بالغدو والآصال. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ونعوذ بك أن نكون من الغافلين.
بقلم
منى محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا