الخميس، 24 يناير 2013

وقفات من سورة القصص

(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)
التمكين في الأرض لعباد الله وأولياءه الصالحين لا يكون إلا بعد ابتلاء وتعرض للأذى (سنة ربانية).

(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا)
التقاط المؤمنين نتيجته الهزيمة , فما يلبث اللاقط زمنًا إلا وقد تحول هذا ( المؤمن ) بقوة الله وقدرته ( عدوًا وحزنًا) .
مع أن آل فرعون التقطوا موسى عليه السلام ليكون ولدًا لهم كانت العاقبة وخيمة قاسية لأن الله يأبى إلا الحرية لعباده , فكيف بمن يلتقط أولياء الله لأجل إيذائهم وصدهم عن سبيل الله وفتنتهم؟!
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قال : من عادى لي وليًا فقد ءاذنته بالحرب ) رواه البخاري.

(وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ ) (فرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ)
تحريم منع لا تحريم شرع , وكم يحرم الله علنا أشياء كثيرة ( تحريم منع ) حتى تقر أعيننا ولا نحزن!

(فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ) (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ) ( ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ)
أيها الخائفون على أنفسكم , وأموالكم , ودياركم , اصدعوا بالحق فإن بعد الخوف (ظلًا) آمنًا في الدنيا والآخرة. 
(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ)
في كل وجهةٍ توجهها في حياتك , لن تصل إلى الطريق السويِّ إلا بهداية ( الهادي ) سبحانه.

(قَالَ مَا خَطْبُكُمَا)
إنها الفطرة السليمة ؛ استنكر موسى عليه السلام أن هاتين الفتاتين ليس معهما من يقوم بالسقيا لهما , إذ أن الأصل أن ( الأنثى ) تبقى مخدومةً , ملكةً تأمر وتنهى , لا أن تقحم نفسها في أعمال الرجال.

( إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ)
السؤال: ماذا كان وضع أم موسى عليه السلام في الفترة بين ( الوعد ) و ( تحقق الوعد)؟
لقد عبدت الله بأعظم عبادةٍ قلبية ( الرضا والتسليم ).

( و نَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ)
حين يستجيب المؤمنون لأمر الله , و يقيموا شرع الله , يجعل الله لهم سلطانًا فلا تغلبهم قوة , ولا تخيفهم سلطة .




( وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا)
ما الذي يمنع عامة الناس من اتباع الحق و الهدى مع إيمانهم بأنه هو الطريق الصحيح ؟ 
هو استحواذ الدنيا على قلوبهم , فتختل لديهم الموازين فيعتقدون أن البلاء في الأرض و الأمن أشد من البلاء في الدين , والحق أن فتنة الدين هي أشد فتنة , فكل شيء إذا فات يعوض ويؤجر على فقده المؤمن , إلا الدين , ( والفتنة أشد من القتل) أي فتنة الشرك.

(وكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ)
لماذا نرى قرى ظالمة باغية مفسدة تتمتع في أرض الله , وتسود الدنيا , ولم يأخذها الله ويهلكها؟
لأن سنة الله أن يمهل القرى في طغيانها وظلمها حتى إذا بلغ أهلها أوج الفساد والبطر أخذهم أخذ عزيز مقتدر .

(و قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ)
في وقت الفتنة , وتخبط الناس , وحيرتهم , تجد فئة من المؤمنين ثابتين ناصحين , لا تغرُّهم دنيا, ولا تستهويهم مظاهر , (إنهم أهل العلم النافع الموصل إلى الله عز و جل).

المراجع :
التفسير التربوي ( أنور الباز ) .
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ( عبدالرحمن بن ناصر السعدي ).
عفاف الكثيري
الدبلوم العالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا