بسم الله الرحمن الرحيم
السورة : الليل المستوى :أمهات
الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على نبي المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ..
التمهيد : لإسم السورة
سنتعرف اليوم على سورة جديدة أقسم الله في بدايتها بوقت السكون والراحة وبهذا الوقت سميت السورة فما هو هذا الوقت ؟ وما هي سورتنا لهذا اليوم ؟هذا ما سنتعرف عليه بعد تلاوتنا للآيات
التمهيد للوقفة :
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها : جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها . فأطعمتها ثلاث تمرات . فأعطت كل واحدة منهما تمرة . ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها . فاستطعمتها ابنتاها . فشقت التمرة ، التي كانت تريد أن تأكلها ، بينهما . فأعجبني شأنها . فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال " إن الله قد أوجب لها بها الجنة . أو أعتقها بها من النار " رواه مسلم
بعد أن استمعتن للقصة ماذا استفدتن منها _افتراض إجابات _قد تجيب إحداهن حنان وعطف الأم على ابنتيها ،وأخرى تصدق السيدة عائشة على المسكينة ،وثالثة :قدمت بناتها على نفسها بالتمرة ، بارك الله فيكن ،فجميع ما ذكرتن صحيح .
وسيكون معنا اليوم سورة من السور المكية وهي من السور العظيمة لاحتوائها على أخلاق نبيلة ..بل عبادات جليلة ..فلنستمع للآيات .
الفوائد من الآيات :
¨ أن لله يقسم بما شاء من مخلوقاته .
¨ من لطائف الإقسام بالليل والنهار وأنهما ضدان:الإشارة إلى تضاد الذكر والأنثى والحسن والسوء والعسر واليسر والتصديق والتكذيب .
¨ بيان عظمة الله وقدرته وعلمه الموجبة لربوبيته المقتضية لعبادته وحده دون سواه .
¨ التنويع بنعمة التنويع في جنس الذكور والإناث لتتم عمارة الأرض وتتحقق مصلحة بقاء النوع الإنساني .
¨ بيان اختلاف أنواع العطاء وعدم اقتصار على عطاء المال
¨ لا غنى للعبد عن تيسير الله ودوام إعانته وتوفيقه .
¨ بيان أن الله قد بين كل ما يلزم الناس في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات وما يجب عليهم اجتناب في هذا كله .
¨ النفس البشرية خلقها الله تعالى وهي مستعدة للخير والشر وكل مسئول عن اختياره .
¨ سوء عاقبة البخل بكل أنواعه ، وخطر العجب والغرور ، ووخيم عاقبة التكذيب والإعراض
¨ التنويه بفضل إنفاق المال تزكية للمال وإصلاحاً للقلب وتنقية له من أدران الدنيا وأطماعها
¨ التأكيد على وجوب الإخلاص في كل ما يأتي المسلم ويذر من الأعمال والأقوال .
¨ البشارة لكل موحد مخلص بنيل رضا الله ونيل ما يرضيه ، وتلك أسمى الأماني وأرقى الغايات .
ربط الوقفة بالواقع :
أمهاتي الغاليات :بعد أن انتهينا من تلاوة الآيات سنقف مع قوله تعالى :
فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى{6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7}
ذكر الله من أعطى من تعرف معنى أعطى فمثلاً أقول أعطيت ابنك هدية أو أي أمر آخر فتكوني ناولته بيدك ..فالله سبحانه وتعالى قصد بها أن يعطي الإنسان الواجب الذي عليه من إيمان وتوحيد وعبادة ويتقي غضب الله وعذابه ،كيف ذلك ؟نعم .بعمل ما يرضي الله ونبتعد عما حرم الله .
طيب العطاء أنواع قد يكون بالصدقة أما الزكاة فهي واجبة وهي من العطاء،وقد حثنا رسول الله على الصدقة :فقال:( يا معشر النساء تصدقن ، فإني رأيتكن أكثر أهل النار . فقلن : وبم ذلك يا رسول الله ؟ قال تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير)رواه البخاري
فإذاً نحن النساء علينا أن نكثر من الصدقة لكن ممكن بعضكم تقول ما عندي من المال إلا القليل فأقول ولو من هذا القليل أخرجت ريالاً فالله يبارك فيها فالرسول يقول r(اتقوا النار ولو بشق تمرة ) رواه البخاري
فليس شرطاً أن تكون الصدقة بالمال فلكلمة الطيبة صدقة وبتربيتك لأبنائك مع احتسابك للأجر لك من الحسنات ما الله به عليم ..وأيضا إذا أحسنت في تعاملك مع زوجك وأرضيتيه كان سبباً في دخولك الجنة - بإذن الله – فالرسول rيقول (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة) رواه الترمذي
وأيضا ّإذا طبخت طبخة وأعطيت منها لجارتك فهو من العطاء فالرسول يقول : ( يا نساء المسلمات ، لا تحقرن جارة لجارتها ، ولو فرسن شاة )رواه البخاري إذاً مجالات العطاء كثيرة ومنها أمر بسيط جداّ بل و تكسبين قلوب من حولك عن طريقه ..وتدخلي الفرح على نفسك ومن حولك ،هل عرفتن ما هذا الأمر ؟ نعم إنها الابتسامة اسمعي معي ماذا يقول الرسولr :(تبسمك في وجه أخيك صدقة ) رواه الترمذي
فبابتسامتك تعطين من حولك التفاؤل وترك الهم والحزن ولا تتركيها حتى عندما تأتين للدار وأنت متضايقة فأنا أعلم أن البعض قد تعتريها ظروف أو أمور فتحاول جاهدة معها الحضور وتأكدي وأعلمي أن أجرك مضاعف عند الله سبحانه وتعالى ولكن أخلصي نيتك لله واحتسبي الأجر في ذلك وأعطي فيما تقدرين مما ذكرنا أو غير ما ذكرنا ولا تجعل الشيطان يقول لك أنك ما تقدرين لأن هذا من البخل الذي نهى الله عنه واسمعي ثواب العطاء في حديث الرسول r: ( ما من يوم يصبح العباد فيه ، إلا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا ).رواه البخاري فالله يخلف عليك بالصحة والعافية وصلاح الأبناء ..وتتيسر أمورك كلها فالله تعالى يقول :{فسنيسره لليسرى }ويقيك الله من كل ما هو سيء – بإذن الله – فقد قال الرسولr:(عليكم باصطناع المعروف، فإنه يمنع مصارع السوء، و عليكم بصدقة السر، فإنها تطفئ غضب الرب عز و جل) رواه الالباني
وأختم بهذه القصة التي يرويها أحد المشايخ فيقول:أنه في غيبوبة ولا تعلم بمن حوله وكنت دائما أدعو الله أن يشفيها ودائماً أعاود زيارتها وكنت في مرة من المرات عند محطة بنزين وفي وقت تعبئة العامل للسيارة رأيت كرتون وعنده قطة وحولها أبنائها يدورن حولها كأنهم جوعا قلت من يطعمهم ؟!فذهبت إلى البقالة وأخذت علبة تونة وفتحتها وتركتها عندهم وركبت سيارتي وذهبت إلى زيارة والدتي وعندما دخلت الغرفة لم أجدها ،تفاجأت وسألت الممرضة أين أمي ؟قالت :تحسنت حالتها فنقلناها إلى غرفة أخرى ،فرحت كثيرا وذهبت إليها وأول ما ر أتني قالت :لقد رأيت رؤيا غريبة وأنا في الغيبوبة .سألتها ما هي ؟قالت كأن قطة وحولها أطفالها رافعين أيديهم ويدعون لي. تفاجأت قلت :سبحان الله والله على كل شيء قدير
سمعتم يعني علبة تونا كانت سبب في تحسن حال والدته فلا تستحقر أي أمر تقدميه في مرضاة مع تأكدي على إخلاص العمل لله ونسأل الله أن يشفي جمع مرضى المسلمين وأن يجعلنا من المتصدقين المخلصين اللهم آمين .
أسئلة على الآيات:
- · على ماذا يدل القسم بالليل و النهار وخلقه للذكر والأنثى ؟
- · ما جواب القسم في هذه الآيات ؟
- · ما نوع ما في قوله تعالى :(وماخلق الذكر والأنثى )
- · ما لفرق بين (واتقى )و(استغنى )
- · ما معنى :(تردى وتلظى )؟
- · في بداية الآيات ذكر الله العطاء والتقوى وبعد ذلك البخل والاستغناء وعندما ذكر الجزاء بدا بمن بخل ثم من أعطى ،فما لسبب ؟
- · قال تعالى :{إن علينا للهدى } قد يحتج بها الجاهلون فيقولون الهداية من الله ولأجل ذلك حالنا هكذا ،كيف نرد عليهم ؟
- · قال تعالى :{وإن لنا للآخرة والأولى } لماذا قدم الله الآخرة قبل الأولى مع أن الأولى متقدمة على الآخرة في الزمن ؟
المراجع :
- v التفسير التربوي للقران الكريم لأنور باز
- v تفسير جزء عم ّ للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
- v تفسير السعدي
- v التفسير الموضوعي
- v أيسر التفاسير للجزائري
- v لمسات بيانية د/فاضل السمرائي
من الشبكة العنكبوتية : تأملات في سورة الليل د/رياض المسيمري
تخريج الأحاديث من موقع الدرر السنية
الاسم :إيمان قاسم المستوى :الأول قاعة :2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمنا