سورة الإخلاص-المرحلة جامعي
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
التمهيد:
سنتحدث هذا اليوم عن سورة عظيمه تحوي على أجل العلوم وأشرفها وهو العلم بالله ،ومن أجلها أوقظ رسولنا الكريم من نومه وهو في طريقه لتبوك ليصلي صلاة الغائب على أحد الصحابة بسبب هذه السورة وقد صلى عليه قبل ذلك في مكة صفان من الملائكة في كل صف سبعون ألف ملك لأنه كان يقرأها قائماً وقاعدًا وعلى جنب وبالليل والنهار .ومن عظمة هذه السورة أنك إذا أحببتها صادقة من قلبك دخلت الجنة ،وقد ورد في فضلها أكثر من 160 حديث .
سورتنا لهذا اليوم تتكون من أربع آيات وتتضمن وصفاً لعظمة الله تعالى ووحدانيته ،فهو أحد في إلوهيته والكل له عبيد صمد في ربوبيته والكل له فقراء أظن أنكن عرفتن هذه السورة إنها سورة الإخلاص.
وسبب نزول هذه السورة : أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد انسب لنا ربك، فأنزل الله " قل هو الله أحد ..... الآيات" الخ.
الأسئلة التدبرية:
-لماذا سميت السورة بهذا الاسم؟
-ينقسم الإخلاص إلى قسمين ما هما؟
-قفي مع هذا الاسم الأعظم (الله)وتأملي معانيه فماذا يوحي لك؟
-ما معنى اسم (الصمد) وكم مرة ذكر في القرآن؟
-لماذا يفرح الإنسان بالأولاد؟
-ما معنى (الكفؤ) في قوله تعالى: "لم يكن له كفوا أحد؟"، هل معناه المساوي فقط؟ أم معناه أنه لا يوجد أحد يناظر الله أو يشابهه؟
الوقفات والفوائد:
1-تتجلى عظمة هذه السورة في كونها أول ما يفتتح الإنسان بها يومه عند أداء سنة الفجر وكونها آخر ما يختتم بها الإنسان عمله في صلاة الوتر كأن الواحد منا يفتتح يومه بالإخلاص ويختتم يومه عمله بالإخلاص ولو فقه العالم الإسلامي هذه السورة لما وجدنا هذا اليوم أحداً يتوسل إلى غير الله (يا حسين-يا بدوي....) اقضي حاجتي –فرج كربتي_ارزقني.
2-لو تأملنا هذا الأمر (قل هو الله أحد)لعلمنا أن العقيدة من عند الله تعالى يلقيها للنبي –صلى الله عليه وسلم-ومن وراءه من الناس فالله واحد في جميع صفاته وأفعاله وأنه لا يوصف بالأحدية غير الله تعالى.
3-عند تأملنا بهذه الآيات تتجلى لنا وحدانية الله تعالى في أكمل صورها فهو واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد وتتضح لنا العبودية في أكمل معانيها فلا يكون الإنسان عبداً إلا بالله ولا يلزم بطاعة إلا بطاعة الله تعالى فتأملي دعي فكرك وعاطفتك وقلبك يجول في هذا الكون فنجد كل الكون يشهد بأن الله هو الواحد في جلب المنافع وفي دفع المضار وهو واحد احد في الرزق هو الواحد في الحفظ فلماذا الخوف؟ولماذا اللجوء إلى غير الواحد الأحد؟لماذا التوكل على غير الله تعالى.
فالله تعالى هو مستغن عن خلقه فلم يخلقهم إلا لعبادته (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فالله لم يخلقنا عبثا .
في زمن المصائب والآلام إذا ادلهم الخطب وحل الكرب وإذا ضعف الإيمان وكثرت فتن الزمان فما المعين؟
إذا قست القلوب وكثرت الذنوب فما المعين ؟
أين نحن من الله تعالى ؟
لماذا ابتعدنا عنه ؟
كيف هي حال صلاتنا-دعاءنا - قرأتنا للقرآن – لماذا نحن غافلون عن الله ؟
تأملي حالنا في هذا الزمان فتن- كربات- آهات – زفرات- ذنوب-قلة رزق- قلة مطر-كل هذا بسبب بعدنا عن الله تعالى فو الله لو عدنا إلى الله تعالى لكان الحال أفضل مما نحن عليه الآن .
أقرئي بتأمل هذا الحديث قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً، فقال لي: "يا غلام إني أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفـظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف".
(رواه الترمذي وقال: حسن صحيح(
وفي رواية غير الترمذي: "احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً".
لابد من تحويل هذه الكلمات من كلام نظري إلى واقع نعيشه في هذه الأيام.
4-عندما يرزق الإنسان بمولود فإنه سيفرح لأسباب منها :أنه سيعينه وسيحمل اسمه وغير ذلك وهذه صفة نقص للإنسان أما الله فهو واحد لا ولد له ولا والد والله تعالى –عن ذلك- مستغن عن هذا كله..
إيمان سعود الفضلي
دبلوم عالي
معهد معلمات القرآن بغرب الرياض
المراجع:
تفسير السعدي
محاضرة(وقفات مع سورة الإخلاص)للدكتور.عبدالكريم عابد
رحلة تدبر برنامج على قناة المجد العلمية للشيخ :خالد الخليوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمنا