الجمعة، 7 يناير 2011

سورة الماعون للمرحلة الجامعية

بسم الله الرحمن الرحيم
( أرأيت الذي يكذب بالدين* فذلك الذي يدع اليتيم *ولا يحض على طعام المسكين *فويل للمصلين *الذين هم عن صلاتهم ساهون *الذين هم يراءون *ويمنعون الماعون)
* المستوى: جـــــــــــــــــــــــــامعي.
* الأســــــــــــــئلة عن الســــــــــورة:
1/ لم خص العنف مع اليتيم وعدم الحث على إطعام المسكين من صفات المكذب بيوم القيامة؟؟
2/ ما علاقة ( العنف مع اليتيم وعدم الحض على طعام المسكين بالسهو عن الصلاة)!؟؟
3/ لِم لَم يقل سبحانه _ ولا يطعم المسكين_ مباشرة كما قال: (يدع اليتيم ) !!؟؟
4/ لِم ذكر اليتيم قبل المسكين؟؟
5/ ذكر الله سبحانه (عن صلاتهم ساهون) ولم يقل (في صلاتهم ساهون) فما الفرق؟؟
6/ سميت السورة باسم الماعون فما السبب في ذلك؟؟
7/ لِم اختار سبحانه لفظ (يوم الدين) ولم يختر  لفظ القيامة أو لفظ الحشر مثلا مع أنهم يؤدون إلى معنى واحد في النهاية؟؟

* التمــــــهيد :
سأقترح مشكلة على الطالبات وهي كالآتي:
*تخيلي أنكِ قد تغيبتِ عزيزتي يوما أو عدة أيام من الجامعة لظروف قاهرة مررت بها ومع الأسف غيابك أضاع عليكِ عدة محاضرات قيمة ولما عدتِ طلبتي من زميلاتك أن تستعيري منهن دفتر المحاضرة التي تغيبتِ فيها وكل واحدة تطلبين منها ذلك ترفض وتتحجج بكل أنواع الأساليب ،، فواحدة تقول : اعذريني أنا لا أستطيع أن أعيرك إياه والأخرى تقول : لم أكتب كل المحاضرة ابحثي عن غيري ،،وواحدة تتحجج بأنها تريد أن تذاكر فيه اليوم ،،وأخرى تكرمت وقالت : سأعطيكِ غدا الدفتر ثم باليوم التالي أخبرتكِ أنها قد نسيته وهكذا اليوم التالي و.......إلخ !! * و إذا طلبتِ من إحداهن أن تشرح لكِ ما فاتك من المحاضرات ورفضت أيضا هي وغيرها والباقي كلٌ منشغل بحاله ..فكيف سيكون حالك؟؟
(كل طالبة منكن تخرج ورقة بدون اسم وتكتب عليها:
أولا: ماذا سيكون حالها ؟
ثانيا:هل سيبقى شعورها نحو زميلاتها كما هو؟؟
ثالثا: كيف سيكون موقفها حيال زميلاتها وماذا ستفعل إن وقعت إحداهن فيما وقعت هي فيه!!؟؟
رابعا:ما هو سبب هذه المشكلة من وجهة نظرك!!؟؟)
** أكاد أجزم أخواتي الكريمات أن جواب السؤال الأول سيكون "في أسوء حال وبلا أدنى شك"
و إجابة الثاني " الاشمئزاز والنفور منهن وقد يصل الأمر إلى كراهيتهن وكراهيتي للجامعة بأكملها"
والثالث " اتخاذ موقف من جانبهن و إذا قدر الله ووقعن فيما وقعت أنا فيه فسأرد لهم الصاع صاعين"
والرابع"الأنـــــــــانية لأن كل واحدة لم تفكر في حال غيرها و إلا كانت قد أعانتها"
هكذا ستكون أغلبية الإجابات إلا من رحم الله ..
وهكذا الطبيعة البشرية سيكون وقع الموقف صعبا عليها
فستكون ردة فعلها تناسب ما مرت به.
و هكذا سيمتلئ الكون حقدا وأمراضا للقلوب ..تسألين لماذا؟
لأن الإنسان اجتماعي بطبعه ولا يستطيع أن يحيا في معزل عن الآخرين وأيضا هو ليس كامل فالكمال لله وحده فالإنسان يحتاج إلى الآخرين وإلى معونتهم فإذا امتنع كل فرد أن يساعد غيره فالحياة ستكون صعبة بشكل لا يطاق .. وقيسي موقف المحاضرة على أمور أهم وأهم في هذه الحياة ولذلك فقد ذم الله سبحانه وتعالى الذين لا يقدمون المعونة لغيرهم وامتناعهم هذا يدل على عدم حبهم للخير لأنهم لو كانوا ممن يحبون الخير لقدموه للناس ولكنهم منعوا الخير فكان جزاؤهم بالآخرة أن يمنع الله عنهم خير الجنة بل وألحق صفتهم بكتابه إلى الذين يكذبون بيوم الدين لأنهم إذا صدقوا بهذا اليوم وعلموا أنه سيكون هناك محاسبة على كل صغيرة وكبيرة أرادوا أن لو يجدوا من يعاونهم في ذلك اليوم العسير(من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ؛ ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه فى الدنيا والآخرة ؛ ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة ، والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه) فهو إن كان آمن بيوم الدين فحريّ به أن ينفس عن إخوانه في كربهم وييسر لهم ويعاونهم حتى يكون الله في عونه في هذا الموقف الشديد يوم الحساب والجزاء فسيجازى بجنس ما عمله فإن كان عسر على أناس أو رفض معاونتهم فالآن يعسر الله عليه حسابه ولن يكون معه و سيعاقبه بصنيعه ..
سبحان الله من استشعرت منا ذلك الأمر الذي نحسبه هين وهو عند الله عظيم وهو إعانة الناس على قضاء حوائجهم وهو ليس صعبا كما تظنون فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها فمعاونتك ستكون بقدر استطاعتك فلماذا نتجاهل هذا الأمر ولا نعاون غيرنا إذا احتاجوا لنا  ولا نشغل بالنا بأمرهم ؛ في حين لو كنا مكانهم لأصابنا الهم والكدر وغضبنا منهم ..
و إذا تأملتِ غاليتي السورة كاملة فستجدين أنه ذكر كلمة الماعون في آخر آية ولكنه لمح لها من أول السورة ووضعها مع فئتين هم أشد الناس عذابا يوم القيامة ..فعندما قال سبحانه عن صفات المكذبين بيوم الدين تأملي ودققي جيداً:( فذلك الذي يدع اليتيم) فهو أولا نزعت من قلبه الرحمة فصد اليتيم بعنف وبقسوة وثانيا لم يفكر بمعاونته مع علمه بحاجة ذاك اليتيم أشد الحاجة للمعونة ،،(ولا يحض على طعام المسكين) لم يقل سبحانه لم يطعم المسكين .. لماذا !!؟؟ لأن حقيقته في التعامل مع اليتيم بتلك القسوة أكدت أنه لن يعطف على المسكين لأن حاجة اليتيم تكون أشد فإذا لم يحن قلبه لمن أكثر حاجة فلن يحن لمن هو أقل حاجة منه ؛ ولكنه تبارك وتعالى بين دناءته أكثر و أكثر حين قال "ولا يحض" معناها أنه لم يساعد هذا المسكين وأيضاً كره أن يساعده الناس فامتنع عن إخبارهم بأمره أو حثهم على مساعدته وهذا غاية في سوء أخلاقه و إشارة لشدة بخله فهو بخل أن يعطي من ماله وبخل على مال غيره أيضاً،،فهذه أول فئة ! وما أسوءها من فئة .
أما الفئة الأخرى التي سيكون مآلها الدرك الأسفل من النار؛حددها الله سبحانه بقوله ( عن صلاتهم ساهون) فمن عظيم رحمته بنا لم يقل (في صلاتهم) وإلا كانت في المؤمنين والمؤمن قد يسهو في صلاته والفرق بين السهوين واضح فان سهو المنافق سهو ترك وقلة التفات إليها فهو لا يتذكرها ويكون مشغولا عنها والمؤمن إذا سها في صلاته تداركه في الحال وجبره بسجود السهو فظهر الفرق بين السهوين.
فهؤلاء المنافقين هم الذين أرادهم الله في هذه الآية والدليل على ذلك أيضاً (الذين هم يراءون) والمؤمن مخلص لله تعالى فكيف سيكون مرائي ..
فالآن أخيتي الكريمة اتضح لكي مع من يحشر المانعون الخير عن الناس أو الذي يرى كرب زملائه وبإمكانه معاونتهم ويتخاذل عن ذلك فسيعلم هذا أن مآله إن لم يتغمده الله برحمة من عنده مع المنكرين للبعث و المنافقين فليحذر أشد الحذر..
_ و لنتفكر أخواتي الكريمات في سبب ذكر المصلين الساهون في صلاتهم بعد ذكر العنف مع اليتيم وعدم الحث على إطعام المسكين مباشرة .. ولذلك سببٌ وجيه والله أعلم ،،حيث أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهذه الأفعال منكرة فمن قام بها دل ذلك على أنه كافر وإذا قيل أنه مسلم فهو إذا ساهي عن صلاته ودخل في قائمة المنافقين لأنه لو استشعر حاجته لرحمة ربه وقوله في كل صلاة (الرحمن الرحيم) لرحم هو من أجل أن يرحم.
ولو استشعر(اهدنا الصراط المستقيم) لما حصل منه هذا الفعل أبداً.
و سميت السورة الماعون لأن جميع ما ذُم فيها كان أصله من الإعانة ،، معاونة اليتيم ومعاونة المسكين وحتى الساهي والذي يراءي كان بحاجة إلى إعانة نفسه وإنقاذها من نار جهنم. وقانا الله منها و أدخلنا جنات الخلد برحمته وأعاننا على إعانة غيرنا ،، إنه ولي ذلك و القادر عليه .
* الفوائد المستنبطة من الآيات:
1-            عظم شأن اليتيم ووجوب الرحمة به ومعاونته فإن لم يكن معك ما تعاونه به فكلمة حانية و رد برفق.
2-            إطعام المساكين وحث الناس على ذلك.
3-            إخلاص النية لله عز وجل في كل الأمور.
4-            إعانة العباد من أهم الأسباب التي تعينك في موقف الحساب.
5-            الحذر كل الحذر من الاتصاف بهذه الصفات القبيحة كالعنف والبخل والسهو في الصلاة و مراءاة الناس وعدم إعانتهم.
* ربط إحدى الفوائد بالسورة:
*ربط فائدة الرحمة باليتيم بواقعنا*
  كم فتاة يتيمة تزوجت فأهانها زوجها وتجبّر عليها لأنه لا يوجد من يحامي عن حقها ويدافع عنها وكان الأولى به أن يقم بدور الزوج والأب معاً ولكن الرحمة نزعت من قلبه للأسف ونسى أن من لا يَرحم لا يُرحم ..فهل منا من ستوصل لهم تلك الرسالة و تخبرهم أنهم بصنيعهم هذا قد يكونون من هذا الصنف (فذلك الذي يدع اليتيم) فليحذر من غضب الله عليه وانتقامه منه يوم الدين.








اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا و حبيبنا محمد و على آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا .
إن كان ما كتبتُ صوابا فمن الله و إن كان خطئاً فمن نفسي والشيطان .
للطالبة : مريم الشوادفي عبد العليم
الدبلوم العالي بالقاعة الأولى
معهد إعداد المعلمات بغرب الرياض 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا