السبت، 17 يناير 2015

تأملات فب سورة اﻷنعام

سورة الأنعام

(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) [سورة اﻷنعام : 44]
هذه آية اﻻستدراج.
إذا ازددات النعم مع المعاصي فهو استدراج،
الشخص يعمل المعاصي فيرى الأوضاع تتحسن، والأمور تتيسر، واﻷرزاق تزيد، وأنا على معصية، وإيماني يضعف ، فليحذر العبد من اﻻستدراج.

ماعلاج اﻻستدراج:
عدم الغفلة أن نكون يقظين.
 ما الذي يجعلنا كذلك؟
(ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا)
أي شيء تعلمتيه طبقيه مباشرةً.

(وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) [سورة اﻷنعام : 53]
ﻻحظي ختام الآية~> أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِين!
الشكر هو طريق الهداية،
هؤﻻء قوم يشعرون بنعم الله فيشكرونه على نعمائه، فمنّ الله عليهم بالهداية ووفقهم لها.
فكل شاكر يسلك طريق الهداية، وكل جحود ﻻيعرف للحق طريقا،
ويكون هذا دأبه مع الله ومع الناس.
-فالذي يشكر الله يشكر الناس، وﻻيُوفق للشكر إﻻ كثير الذكر، بدليل (فاذكروني أذكركم، واشكروا لي وﻻ تكفرون)

(وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِه) [سورة اﻷنعام : 83]
ما دلالة ورود قصة إبراهيم في سورة اﻷنعام دون غيرها من القصص؟
ﻷن إبراهيم هو نقطة اﻻلتقاء بين الأمم فكلهم يتفقون عليه.

(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ) [سورة اﻷنعام : 76]
ما هي علاقة الجزء المذكور من قصة إبراهيم بسورة اﻷنعام؟
الجزء المذكور من قصة إبراهيم نموذج لمهارات الحوار والإقناع بالحجة والبرهان.
وقد وردت فيها حجج عقلية ومنطقية ﻹثبات التوحيد لله عزوجل.
وقد بدأ إبراهيم عليه السلام حواره مع قومه من واقع اهتمامهم بالنجوم والكواكب.

(وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا)
أن المحاور ﻻبد أن يستعين بالله دائماً.
لا تخلو حياتنا من الحوار وحاجتنا لمهاراته ماسة، وأول وأهم هذه المهارات هو الاستعانة بالله .

-هذه السورة عرضت كل شبه الكفار والملحدين وفندتها وردت عليها.

-السورة ترد على من يقول (إن الإيمان في القلب، وربي يعلم الذي في قلبي) !
لو كان في القلب لظهر على الجوارح ، لظهر على حجابك ، لسانك ، طاعاتك.
   (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ) [سورة اﻷنعام : 90]
-ﻻحظي الله يقول بهداهم وليس بهم!
ﻷن الحق يعرف بالحق، وليس بالأشخاص.
-وﻻ يكون التعلق بالأشخاص ولو بالأنبياء والصالحين؛ إنما التعلق بالله وحده، ونتذكر دائما أن من كان متأسيا فليتأس بمن مات فإنه ﻻيؤمن على حي فتنة.
-أي أحد يعجبك إيمانه، تصرفاته، عبادته، حجابه، حشمته
تذكري فبهداهم وليس بهم.
-مثال بسيط: إذا اقتديت بهم وليس بهداهم~>
إذا زادت عبادته تزداد عبادتي، وإذا انتكس أنتكس أنا!
-التعلق بالأشخاص يورث العصبيات واﻻختﻻف والفرقة.

ولو تأملنا أسباب اﻻجتماع نجدها كثيرة في السورة:
1/ اﻹخلاص
لأن اتباع الهوى وحظوظ النفس من عوامل اﻻختلاف.
2/ التمسك بالحق وليس بأصحابه.

   (وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [سورة اﻷنعام : 155]
القرآن كله بركة، من قرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وكان عليه شاق له أجران،
ومن قرأه بفهم كانت البركة أعظم،
ومن قرأه بفهم وعزيمة على العمل كانت البركة أعظم،
وكلما اشتركت جوارح أكثر في قراءة القرآن تزداد البركة،
ومن قرأ القرآن وقلبه خاشع يرجو فضل الله ، ويخشى عقابه أعظم بركة ممن يتلوه ولا يجاوز حناجرهم.
ﻻحظي قال (فاتبعوه) ولم يقل فجودوه!
لأن مانراه في الواقع سنوات طويلة تذهب في طلب التجويد ولا نولي الفهم والعمل من العناية والاهتمام معشار ما نبذله في تصويب اللسان وضبط أحكام التجويد!
التجويد مطلوب ولكنه وسيلة وليس هو الغاية بل الغاية التدبر والعمل.
والبعض قد يمضي السنوات الطوال في الحفظ والتجويد
وربما ﻻ تعرف معنى الصمد !
وكما قيل "أول مداخل الأعداء على الأمة جهلة القراء".

(هو الذي بعث في اﻷميين رسولا منهم) ; مادوره؟
(يتلوا عليهم آياته) تشمل الحفظ والتجويد واﻹجازات والقراءات...الخ

(ويزكيهم)
قال السعدي:
يزكيهم: أي يحليهم بالأخﻻق الحسنة ويخلصهم من اﻷخلاق الرذيلة.
ﻻبد يكون هناك تعديل سلوك وتقويم، غرس قيم، تخلي عن قناعات وسلوكيات خاطئة.
(ويعلمهم الكتاب)= القرآن.
(والحكمة)= السنة.
فإذا أردت أن أكون من "أهل الله وخاصته" ومن "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
فﻻبد أن أطبق هذا الهدي النبوي كاملاً ، وخصوصاً الجانب التربوي.
-فالذي عنده علم شرعي ﻻبد يهتم بأساليب الإلقاء وجذب اﻻنتباه ﻷن الناس منشغلة عن الطاعة والملهيات كثيرة ، وﻷن عندك بضاعة نفيسة،
أنا اتاجر مع الله فالذي أريد أن أسوقه هو كلام الله،
فلا بد يكون عندك مهارة تسويق و جذب انتباه.
  
رسالة السورة:
(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا