الأربعاء، 5 مارس 2014

ما دلالة وصف النافقين "بعضهم من بعض" ووصف المؤمنين " بعضهم أولياء بعض" في سورة التوبة؟

ما سبب الإختلاف بين التعبيرين (بعضهم من بعض) و(بعضهم أولياء بعض) فى وصف المنافقين والمؤمنين في سورة التوبة؟(د.حسام  النعيمى)
أولاً المنافقون والمنافقات ورد في الآيات السابقة أنهم يحلفون بالله وهناك مسافة بين الآيتين (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56)) المنافقون يقسمون أنهم جزء من المسلمين، في حظيرة المسلمين (إنهم لمنكم) ثم ترد عليهم الآية مباشرة ( وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ) فلما قال منكم وما هم منكم المناسب (بعضهم من بعض) ليسوا منكم ، المنافق هو جزء من حظيرة المنافقين هو من المنافقين وليس منكم.
الشيء الآخر لما يقول (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) الموالاة تقتضي المعاونة والنُصرة والمصارحة. المنافق لا يُظهر من نفسه مناصرة للمنافقين الآخرين لأن المنافق جبان خوّاف وإلا لما كان منافقاً ولذلك الموالاة أولياء بعض تحتاج إلى نصرة. الكافر شجاع صريح يقول هو كافر. المنافق جبان ولذلك الآيات في سورة البقرة تكلمت عن المؤمنين في ست آيات وعن الكافرين في ثلاث آيات وعن المنافقين في 14 آية فالمنافقون لا تكون بينهم مناصرة ويتخلى عنه هو منافق ويقول لما يرى القوة إتجهت ضد هذا يقول أنا مع المؤمنين فلا تستقيم مع المنافقين موالاة  ولم ترد في القرآن بعضهم أولياء بعض للمنافقين  لكن وردت مع الكافرين والمؤمنين يوالي بعضهم بعضاً (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) الكافر يولي الكافر ويصارحه بذلك وهو أهون شراً من المنافق ولذلك قال تعالى (المنافقون في الدرك الأسفل من النار) فلذلك هذا الفارق أنه لما جاء على الؤمنين قال (بعضهم أولياء بعض) لأن هناك مناصرة بين المؤمنين  أما المنافقون فليس بينهم مناصرة وإنما هم فريق من فريق (هو من هؤلاء) مع مناسبتها لما سبق (إنهم لمنكم وما هم منكم) هم بعضهم من بعض وليسوا منكم وإن كانوا من عشيرتكم. هناك مناسبة بين الآية وما قبلها فضلاً من أنه ليس بينهم مناصرة ليكونوا أولياء بعض فالمنافقون لا يتناصرون.
لمسات بيانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا