الخميس، 5 أغسطس 2010

سورة الحجرات للمتوسط

بسم الله الرحمن الرحيم { 6 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } وهذا أيضًا، من الآداب التي على أولي الألباب، التأدب بها واستعمالها، وهو أنه إذا أخبرهم فاسق بخبر أن يتثبتوا في خبره، ولا يأخذوه مجردًا، فإن في ذلك خطرًا كبيرًا، ووقوعًا في الإثم، فإن خبره إذا جعل بمنزلة خبر الصادق العدل، حكم بموجب ذلك ومقتضاه، فحصل من تلف النفوس والأموال، بغير حق، بسبب ذلك الخبر ما يكون سببًا للندامة، بل الواجب عند خبر الفاسق، التثبت والتبين، فإن دلت الدلائل والقرائن على صدقه، عمل به وصدق، وإن دلت على كذبه، كذب، ولم يعمل به، ففيه دليل، على أن خبر الصادق مقبول، وخبر الكاذب، مردود، وخبر الفاسق متوقف فيه كما ذكرنا، ولهذا كان السلف يقبلون روايات كثير [من] الخوارج، المعروفين بالصدق، ولو كانوا فساقًا. وقفات المعلمة: تمهيد المعلمة قبل قراءة الآيات بينما أم ريم ذات يوم جالسة جاءتها رسالة كالتالي: (خبر عاجل) أقراص البنادول التي تاريخ إنتاجها تاريخ 2010 ، تحتوي على مواد سامة تؤثر على الكبد والكلى... قامت أم ريم مباشرة ضغطت خيارات _ إعادة إرسال _ كل الأسماء _ إرسال وضعت الجوال ثم ذهبت أتلفت كل ما لديها من البنادول... وأثارت بلبلة بين معارفها عن هذا الموضوع... س/ برأيك هل يحصل مثل موقف أم ريم في مجتمعنا أم لا ؟! س/ نشر الخبر من غير تثبت ماذا يسمى؟! ج/ إشاعة ! س/ترى ما الأضرار التي لحقت بأم ريم؟ وما علاج مثل هذا الخطأ هذا بعض ما ناقشته الآيات التي معنا اليوم افتحن المصاحف .. تعليق المعلمة بعد قراءة الآيات تطلب المعلمة من الطالبات استخراج الآية المعنية في هذا الموضوع وتتيح للطالبات استنتاج الإجابات منها على الأسئلة السابقة.. مثال على الإجابات: 1/الخطأ الذي وقعت فيه هو: تصديق الخبر ونشرة من غير تثبت وشاهده من الآية قوله: (فتبينوا) قال صلى الله عليه وسلم:( بئس مطية الرجل زعموا) قال تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) قال تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم) 2/مثال على الضرر إتلاف مال (رسائل جوال- البنادول) الخلاصة :- ألا أعمل بمقتضى شيء إلا بعد التأكد من صحته من جهته الرسمية. __________ { 11 }{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } . وهذا أيضًا، من حقوق المؤمنين، بعضهم على بعض، أن { لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ } بكل كلام، وقول، وفعل دال على تحقير الأخ المسلم، فإن ذلك حرام، لا يجوز، وهو دال على إعجاب الساخر بنفسه، وعسى أن يكون المسخور به خيرًا من الساخر، كما هو (1) الغالب والواقع، فإن السخرية، لا تقع إلا من قلب ممتلئ من مساوئ الأخلاق، متحل بكل خلق ذميم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "بحسب امرئ من الشر، أن يحقر أخاه المسلم" ثم قال: { وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ } أي: لا يعب بعضكم على بعض، واللمز: بالقول، والهمز: بالفعل، وكلاهما منهي عنه حرام، متوعد عليه بالنار. كما قال تعالى: { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } الآية، وسمي الأخ المؤمن (2) نفسًا لأخيه، لأن المؤمنين ينبغي أن يكون هكذا حالهم كالجسد الواحد، ولأنه إذا همز غيره، أوجب للغير أن يهمزه، فيكون هو المتسبب لذلك. { وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ } أي: لا يعير أحدكم أخاه، ويلقبه بلقب ذم يكره أن يطلق عليه (3) وهذا هو التنابز، وأما الألقاب غير المذمومة، فلا تدخل في هذا. { بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ } أي: بئسما تبدلتم عن الإيمان والعمل بشرائعه، وما تقتضيه، بالإعراض عن أوامره ونواهيه، باسم الفسوق والعصيان، الذي هو التنابز بالألقاب. { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } فهذا [هو] الواجب على العبد، أن يتوب إلى الله تعالى، ويخرج من حق أخيه المسلم، باستحلاله، والاستغفار، والمدح له مقابلة [على] ذمه. { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } فالناس قسمان: ظالم لنفسه غير تائب، وتائب مفلح، ولا ثم قسم ثالث غيرهما. تعليق المعلمة بعد قراءة الآيات لو سخرت منك واحدة بكلمة أو حتى نظرة فما موقفك؟ تؤخد إجابة من الطالبات!! إداً نحن نكره هذا الأسلوب ..وماذا عن الإسلام هل يؤيده أم يرفضه ؟ هل هو فعل أحله الله أم حرمه ؟ إذاً ما حكم السخرية؟ استخرجي الحكم من الآيات ؟ تجيب الطالبات وتستدل بالآية .. هذه شريعتنا الغراء جاءت تراعى مشاعر الفرد وأحاسيسه وتحرم أن السخرية والاستهزاء بالآخرين ..وحرمت أن ينادى المرء بما يكره بل ندبت إلى أن ينادى المرء بأحب الأسماء إليه، وهنا لفتة وهي أن: الكلام على الآخرين فيه حكم عليهم والله تعالى يقول(ولا تزكوا أنفسكم) فإذا كنا لا نستطيع ان نزكي أنفسنا فكيف لنا أن نحكم على الآخرين؟!
نجود الداود
الدبلوم العالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا