السبت، 27 فبراير 2010

سورة الحجرات للمرحلة المتوسطة

التمهيد : هي سورة مدنية عدد آياتها 18 آية اشتملت هذه الآيات على عدد من الآداب الإسلامية الواجبة في حياة الفرد المسلم وأول هذه الآداب وأهمها هي تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم واحترامه وإكرامه ثم جاء بعد ذلك التعليم للحقوق الواجبة في المعاملات بين المسلمين أي حق المسلم على المسلم هو أن نرسل إليه الخير وأن يدفع عنه الضر والشر وأن يكف عنه أذاه وأن يبذل له نداه ويحب أخيه المسلم ويظهر له أسباب الحب ويبتعد عن الأسباب التي تؤدي إلى العداوة والبغضاء والشحناء ولكي يحققوا معنى هذه الأخوة وكيف يتم تحقيقها . 1 يجب أن يطبقوا هذه الآداب التي وردت في هذه الآية قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم } 12 سورة الحجرات نهى الله تعالى في هذه الآية الكريمة عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين فإن بعض الظن إثم وذلك الظن الخالي من الحقيقة والقرينة ، وظن السوء الذي يقترن به كثير من الأقوال والأفعال المحرمة ، وإن بقاء ظن السوء بالقلب لا يقصر صاحبه على مجرد ذلك بل لا يزال به ، حتى يقول ما لا ينبغي ويفعل ما لا ينبغي ومن ذلك أيضاً إساءة الظن بالمسلم وبغضه وعدوانه المأمور بخلاف ذلك منه .. 2 ( ولا تجسسوا ) أي لا تفتشوا عن عورات المسلمين ولا تتبعوها واتركوا المسلم على حاله واستعملوا التغافل عن أحواله التي إذا فتشت حظر منها مالا ينبغي .. ( ولا يغتب بعضكم بعضاً ) والغيبة كما قال صلى الله عليه وسلم " ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيه " ثم ذكر بعد ذلك مثلاً منفراً عن الغيبة : { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه } . شبه أكل لحمه ميتاً المكروه للنفوس ( غاية الكراهة ) باغتيابه ، فكما أنكم تكرهون أكل لحمه ، وخصوصاً إذا كان ميتاً ، فكذلك ( فلتكرهوا غيبته وأكل لحمه حياً ) . ثم ذكر بعد ذلك ( واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) والتواب هو الذي يأذن بتوبة عبده فيوفقه لها ، ثم يتوب عليه بقبول توبته ، رحيم بعباده حيث دعاهم إلى ما ينفعهم وقبل منهم التوبة ، وفي هذا دليل على التحذير الشديد من الغيبة وأن الغيبة من الكبائر ، لأن الله شبهها بأكل لحم الميت وذلك من الكبائر . نلاحظ أن هذه الآيات اشتملت على 3 نواهي هي : 1. اجتناب الظن السوء . 2. الابتعاد عن التجسس . 3. تحريم الغيبة . سيتم تقريب معاني هذه الآية الكريمة إلى طالبات المرحلة المتوسطة وذلك عن طريق التمهيد لهذه الآية وذلك بعمل بعض الوسائل منها على سبيل المثال :ـ 3 الوسيلة الثانية هي تقريب معنى " التجسس " إلى أذهان الطالبات وذلك بعمل مشهد بسيط مكون من طالبتين يتحدثن تحاول الطالبة الثالثة التجسس والتنصت عليهن وذلك بالجلوس خلفهن ومحاولة استراق السمع أو المشي خلفهن ومحاولة التسمع لحديثهن فهذا هو التجسس المنهي عنه ثم تقوم المعلمة بتوضيح المعنى والآية التي وردت فيها النهي عن هذا الفعل القبيح الذي هو أيضاً يؤدي إلى العداوة وزرع الكراهية بين المسلمين . 4 الوسيلة الثالثة " وهي تقريب وترسيخ معنى الغيبة والنميمة الصحيح في أذهان الطالبات وخاصة في هذه المرحلة التي ترى فيها تساهل غير طبيعي ، بهذا المحظور وبهذا الذنب الذي يعد من كبائر الذنوب . الوسيلة تقوم المعلمة بإحضار صندوقين مغلفين بغلاف جميل ، في الصندوق الأول يوجد حلوى وفي الصندوق الآخر يوجد فيه لحم دجاج مجمد ثم تقوم المعلمة بعمل مسابقة لأول واحده تفتح هذا الصندوق وتآكل ما بداخله تأخذ جائزة فعندما يتم فتح الصندوقين تكون هنا المفاجأة لماذا وضعت المعلمة هذا اللحم وما علاقته بالمسابقة هنا تأتي المعلمة بدورها وتوضح الهدف من هذا السباق وهي توضيح وتبيين حكم هذه الغيبة كما ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله " أتدرون ما الغيبة ؟ ! قالوا الله ورسوله أعلم قال عليه الصلاة والسلام : ذكرك أخاك بما يكره قيل أرأيت إن كان في أخي ما أول به ؟ فقال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) والبهتان هو الكذب . ثم تقوم المعلمة بالتوضيح أكثر بضرب الأمثلة من واقع الطالبات ثم تذكر لهن آية الغيبة وكيف أن الله شبه المغتاب وكأنه يأكل لحم أخيه ميتاً قد أنتن فيكون هذا أبلغ للنفوس من الزجر . قوله تعالى : { ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم } . وأيضاً تقوم المعلمة بذكر بعض الأحاديث التي تدلنا على عدم التهاون بهذه الكبيرة . ففي حديث أن حفصة بنت عمر رضي الله عنها قالت : للنبي عليه الصلاة والسلام " حسبك من صفية " كذا وكذا أي تعني مصيره فكانت هذه غيبة فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام لقد قلت يا حفصة كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته " أي لغيرته أي لشدتها . فتقوم المعلمة بتحذير الطالبات من الوقوع في هذه الكبيرة والمحاولة قدر المستطاع الابتعاد عنها وعن أسبابها . ومن ثم إعطاء الطالبات بعض التوجيهات لتقويم سلوكهن ومن هذه التوجيهات : ü التوبة والندم من جميع الذنوب التي قد يقع فيها الإنسان وخاصة الغيبة والنميمة . ü الإكثار من الدعاء لله والتضرع إليه بأن يحفظ ألسنتنا من الغيبة . ü الاشتغال بكثرة الذكر من التسبيح وتهليل حتى يتعود اللسان على ذكر الله . ü ذكر الموت وأهوال وعذاب القبر لمن مشى بالنميمة . ü الشوق إلى الجنة وذكر نعيمها والاستعداد لها بالطاعات وكثرة القربات .. .. المراجع :ـ * تفسير السعدي .... هذا والله أعلم .. نجلاء أحمد الحرازي دبلوم عام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا