الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

معا لنحبب الطالبات في التدبر

أولا: تكوين الدافع الذاتي لدى الطالبة نحو التدبر ونعني به تنمية الاتجاه والحافز الداخلي لدى الطالبة نحو التدبر ومن وسائل تحقيق ذلك ما يلي: 1- تنمية محبة القرآن الكريم لدي الطالبة: وهي أول خطوة نحو تحقيق الاتجاه الإيجابي والرغبة في تعلم القرآن الكريم لأن "القلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته, واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين, والفهم العميق, وبالعكس إذا لم يوجد الحب فإن إقبال القلب على القرآن يكون صعبا, وانقياده إليه يكون شاقا لا يحصل إلا بمجاهدة, ومغالبة, وعليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى وأعلى مستويات التدبر." [1] · ومن أهم ما يعين على تنمية محبة القرآن لدى الطالبات سلوك المعلمة وتعاملها فعلى المعلمة أن تتحلى بالرفق والحلم واللين انقلي كلام الآجري : " وينبغي لمن قرأ عليه القرآن فأخطأ عليه أو غلط ألا يعنف, وأن يرفق ولا يجفو عليه, فإني لا آمن أن يجفو عليه فينفر منه, وبالحري ألا يعود إلى المسجد " 2- إبراز يسر فهم القرآن الكريم : أخبر الله تبارك وتعالى عن يسر فهم القرآن ودعا لتدبره فقال: " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" [ القمر: 17] وتقرير هذا المعنى وتجليته لدى الطالبة يزيد من رغبتها في التدبر . · يقول الصنعاني " فإن من قرع سمعه قوله تعالى: " وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم " [ المزمل: 20] يفهم معناه دون أن يعرف أن (ما) كلمة شرط, ( تقدموا ) مجزوم بها لأنه شرطها, و( تجدوه ) مجزوم بها لأنه جزاؤها, ومثلها كثير... 3- إبراز أهمية التدبر : يشعر كثير من المتعلمين أنهم بحاجة إلى تحسين تلاوتهم للقرآن الكريم وإلى حفظ قدر منه, وحين تتقن الطالبة تلاوة القرآن ترى أنها لم تعد بحاجة لتعلم القرآن الكريم؛ فالحاجة إنما هي لأولئك الذين يعانون من الضعف في التلاوة أو الحفظ . · ومن هنا فلابد من إبراز أهمية التدبر والحاجة إليه , والتأكيد على أن إتقان التلاوة والحفظ إنما هو وسيلة نحو تدبره وفهمه والعمل بما فيه. 4- غرس اليقين بالنص القرآني, وأنها حقائق مطلقة لا تقبل النقاش والاعتراض. 5- إشعار المتعلمة أن الآية موجهة لها: مما يعين على تدبر القرآن أن يشعر القاريء أنه هو المقصود بآيات القرآن, وأن ينزل معاني الآيات على نفسه. · يقول تعالى: " خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه.." [الحاقة] تخيلي أن ينادى يوم القيامة خذوا فلانة بنت فلان فغلوها ثم الجحيم صلوها ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراع فاسلكوها. · ما معنى فاسلكوه ؟ · يقول بن عباس y قال ابن عباس: { فَاْسْلُكُوهُ }: تدخل في أسته، ثم تخرج من فيه ثم ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود حين يشوى.[2] عن ابن عباس. قوله: { فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِرَاعاً فاسْلُكُوهُ } قال: بذراع الملك فاسلكوه، قال: تسلك في دُبره حتى تخرج من منخريه، حتى لا يقوم على رجليه.[3] · من يتحمل هذا ؟ 6- ربط القرآن بواقع الطالبات: · كلما شعر القارئ للقرآن الكريم بارتباط ما يقرؤه بحياته زاده ذلك محبة للقرآن ورغبة فيه وزاده حرصا على تدبره فهو يعنيه ويرى أنه مخاطب به قبل غيره. · قال الآجري ـ رحمه الله ـ في أخلاق أهل القرآن "فَالْمُؤْمِنُ الْعَاقِلُ إِذَا تَلا القرآن اسْتَعَرَضَ ، فَكَانَ كَالْمِرَآةِ يَرَى بِهَا مَا حَسُنَ مِنْ فِعْلِهِ ، وَمَا قَبُحَ فِيهِ ، فَمَا حَذَّرَهُ مَوْلاهُ حَذَرَهُ ، وَمَا خَوَّفَهُ بِهِ مِنْ عِقَابِهِ خَافَهُ ، وَمَا رَغَّبَهُ فِيهِ مَوْلاهُ رَغِبَ فِيهِ وَرَجَاهُ . فَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتُهُ ، أَوْ مَا قَارَبَ هَذِهِ الصِّفَةِ ، فَقَدْ تَلاهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وَرَعَاهُ حَقَّ رِعَايَتِهِ ، وَكَانَ لَهُ الْقُرْآنُ شَاهِدَاً ، وَشَفِيعَاً ، وَأَنِيسَاً ، وَحِرْزَاً ، وَمَنْ كَانَ هَذَا وَصْفُهُ نَفَعَ نَفْسَهُ ، وَنَفَعَ أَهْلَهُ ، وَعَادَ عَلَى وَالِدَيْهِ ، وَعَلَى وَلَدِهِ كُلُّ خَيْرٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . · وقلما توجد آيات من القرآن الكريم يصعب ربطها بواقع المتعلم, سواء أكانت آدابا أم أحكاما أم ترغيبا وترهيبا أم تقريرا للتوحيد وتنفيرا من الشرك. · وحتى الأحكام التي لا ترتبط بالمرحلة العمرية للمتعلم بشكل مباشر ـ كأحكام الطلاق مثلاـ يمكن تناول مقاصد الشرع فيها وحكمه منها, وشمول الشريعة لجوانب الحياة العامة. 7- تأكيد الغاية من نزول القرآن: · وهو أن يكون القرآن مصدر الاعتقاد والأحكام والسلوك. · واعتناء المعلمة بتأكيد غاية إنزال القرآن وحكمته سيزيد من اتجاه الطالبات نحو التدبر وحماسهم له ورغبتهم فيه. 8- تعويد الطالبات على الرجوع إلى كتب التفسير الميسرة. 9- ممارسة التدبر عمليا مع الطالبات. منى محمد [1] خالد اللاحم [2] تفسير بن كثير [3] جامع البيان في تفسير القرآن/الطبري
د। محمد الدويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا