الجمعة، 12 يونيو 2009

وقفات مع آيات

إن قوما ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة، ويقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي وكذب، ولو أحسن الظن لأحسن العمل، وتلا قول الله تعالى: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين} [فصلت:23]. [الحسن البصري] ******* تأمل في خطاب شعيب لقومه: {أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا، وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت}[هود:88] فلهذه الأجوبة الثلاثة -على هذا النسق- شأن: وهو التنبيه على أن العاقل يجب أن يراعي في كل ما يأتيه ويذره أحد حقوق ثلاثة: أهمها وأعلاها حق الله تعالى، وثانيها: حق النفس، وثالثها: حق الناس. [البيضاوي] ******* تأمل في قول فتية أهل الكهف: {وهيئ لنا من أمرنا رشدا} طلبوا من الله أن يجعل لهم من ذلك العمل رشدا، مع كونه عملا صالحا، فما أكثر ما يقصر الإنسان فيه، أو يرجع على عقبيه، أو يورثه العجب والكبر! [محمد بن عبدالوهاب] ******* تأمل كم من الأسرار العظيمة في سورة الفاتحة، وخاصة تحت قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} إنها دعوة جماعية للهداية تكرس التفوق على الأنا التي تحاصر الآخرين بالخطأ, وتختص نفسها بالصواب، فهو هتاف جماعي, ينشد الهداية, ويتضرع إلى الله بتحصيلها. [د.سلمان العودة] __________________ دل قوله تعالى: {فافسحوا يفسح الله لكم}[المجادلة:11] على أن كل من وسع على عباد الله أبواب الخير والراحة وسع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة، ولا ينبغي للعاقل أن يقيد الآية بالتفسح والتوسع في المجلس، بل المراد منه إيصال أي خير إلى المسلم، وإدخال السرور في قلبه। [الرازي]
ضرب الله مثلين منفرين، فقال تعالى: {فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث}[الأعراف:176]، وقال تعالى {كمثل الحمار يحمل أسفارا}[الجمعة5:] فالمثل الأول ضربه للعالم الضال المنسلخ عن العلم النافع، دائم اللهاث وراء شهواته، وأما المثل الثاني فضربه الله للذين يحملون التوراة في عقولهم، لكنهم لم يستفيدوا منها ولم ينتفعوا بها في حياتهم، فماذا يفرقون عن الحمار حامل الأسفار؟ [صلاح الخالدي]
علق قتادة على قول يوسف عليه السلام: {ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس}[يوسف:38] فقال: إن المؤمن ليشكر ما به من نعمة الله، ويشكر ما في الناس من نعم الله। [الدر المنثور]
في قول موسى -عليه السلام- بعد أن سقى للمرأتين: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} [القصص:24] قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان قد بلغ به الجوع ما بلغ، وإنه لأكرم الخلق يومئذ على الله। وعلق ابن عطية قائلا: وفي هذا معتبر، وحاكم بهوان الدنيا على الله تعالى। [المحرر الوجيز
قوله تعالى: {يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيئسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون} [يوسف:87] رغم كثرة المصائب وشدة النكبات والمتغيرات التي تعاقبت على نبي الله يعقوب عليه السلام، إلا أن الذي لم يتغير أبدا هو حسن ظنه بربه تعالى। [صالح المغامسي]
لما ذكر سبحانه في سورة هود عقوبات الأمم المكذبين للرسل، وما حل بهم في الدنيا من الخزي، قال بعد ذلك: {إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة} [هود:103] فأخبر أن عقوباته للمكذبين عبرة لمن خاف عذاب الآخرة، وأما من لا يؤمن بها ولا يخاف عذابها فلا يكون ذلك عبرة وآية في حقه، فإنه إذا سمع ذلك قال: "لم يزل في الدهر الخير والشر والنعيم والبؤس والسعادة والشقاوة"!، وربما أحال ذلك على أسباب فلكية، وقوى نفسانية। [ابن القيم]
لماذا توصف المؤمنات المحصنات بـ{الغافلات}؟إنه وصف لطيف محمود، يُجسد المجتمع البريء والبيت الطاهر الذي تشب فتياته زهرات ناصعات لا يعرفن الإثم، إنهن غافلات عن ملوثات الطباع السافلة.وإذا كان الأمر كذلك فتأملوا كيف تتعاون الأقلام الساقطة، والأفلام الهابطة لتمزق حجاب الغفلة هذا، ثم تتسابق وتتنافس في شرح المعاصي، وفضح الأسرار وهتك الأستار، وفتح عيون الصغار قبل الكبار؟! ألا ساء ما يزرون!! [د.صالح ابن حميد]
جمع وإعداد
إشراقة جيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا