الأربعاء، 23 أبريل 2014

أسماء السور بين التوقيف والاجتهاد

أسماء السور بين التوقيف والاجتهاد:
للعلماء فى ذلك مذهبان:
المذهب الأول: أن أسماء السور توقيفية.
واستدلوا لذلك بذكر النبى صلّى الله عليه وسلم لأسماء بعض السور، كفاتحة الكتاب، وسورة البقرة، وآل عمران، والنساء، وغيرها. وبشهرة السور بأسمائها بين الصحابة- رضى الله عنهم- وتواترها بين أجيال الأمة حتى هذا الحين ...دون أن يختلف عليها أهل قرن عن غيرهم، ولا أهل مكان عمن سواهم.
غير أنه يبدو لى رجحان القول بالتوقيف وذلك لعدة قرائن:
1 - لا معنى لأن يسمى الله بعض السور دون البعض.
2 - لا يمكن القول بأن النبى صلّى الله عليه وسلم ذكر ما ذكر من أسماء السور بغرض تحديد أسمائها، وإنما ربما كان هذا لمناسبة قراءتها أو التنبيه على فضلها.
3 - أسامى سور القرآن جاءت على خلاف ما يسمى به الناس، فإن كانت السورة الأولى سميت بالفاتحة فلم تسمّ السورة الأخيرة بالخاتمة. وإن سميت بعض السور بأوائلها فلم يطّرد ذلك فى البعض الأكثر. وإن سميت بعضها بأغرب ما فيها فلم يتوافر ذلك فى كل السور. فلو عرضت سورة النمل على اجتهادات البشر لذهبوا إلى تسميتها بسورة الهدهد مثلا لأن قصته أعجب من قصة النملة، ودوره أغرب من دورها.
4 - السر الحكيم وراء أسماء السور، والمناسبة الدقيقة بين اسم السورة وموضوعها العام، ونحو ذلك من وجوه الإعجاز فى هذا الخصوص؛ كل ذلك يحيل أن تكون أسماء السور اجتهادية.
المذهب الثانى: أن أسماء السور اجتهادية، ولعلهم اعتمدوا فى هذا على عدم ورود اسم كل سورة من طريق التوقيف، وإن وقع هذا لبعض السور.
ويقول بعض المحققين: إن السور التى وردت أسماؤها بطريق التوقيف فتسميتها توقيفية، وما لم يبلغنا فى اسمها توقيف فلا يقال فيها بالتوقيف.
الموسوعة القرآنية المتخصصة
مجموعة من الأساتذة والعلماء المتخصصين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا