الخميس، 13 ديسمبر 2012

فوائد من كتاب أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن


الفوائد: 
1. فكرة هذا الكتاب بدأت إثر محاضرات ألقيتها تحت عنوان: "مقدمات في علم التفسير".

2. تنبيه: وبعض الباحثين  يحسب أنّ هذا العلم علم التفسيرـ قوالب مصبوبة قد انتهى البحث فيه، واحترقت مادّته، فلا جدّة في مسائله، ولا ثمرة بعد ما ذكره الأقدمون ممن كتبوا في هذا العلم، وهذا ظنّ زائف.

3. علم التّفسير جزء من علم علوم القرآن.

4. والأصل أن يكون ما في علم التّفسير مبينا للقرآن، وما كان خارجا عن حدّ بيان كلامه سبحانه، فإنّه ليس من صلب التّفسير.

5. ظهر لي في ترتيب علوم القرآن ما يأتي:

أولاً: علم نزول القرآن: ويندرج تحته:
ـ أحوال نزوله.
ـ أسباب النزول.
ـ المكي والمدني.
ـ الأحرف السبعة.
ـ كيفية إنزال القرآن (الوحي).
ـ اللغات التي نزل عليها القرآن.

ثانياً: علم جمع القرآن: ويندرج تحته:
ـ تدوين المصحف وتاريخه.
ـ رسم المصحف.

ثالثاً: علم القراءات: ويندرج تحته:
ـ طبقات القراء.
ـ أنواع القراءات.
ـ توجيه القراءات.
ـ آداب القراءة.
ـ تجويد القرآن.

رابعاً: علم معاني القرآن: ويندرج تحته:
ـ غريب القرآن.
ـ إعراب القرآن.
ـ مشكل القرآن.
ـ إعجاز القرآن.
ـ متشابه القرآن.

خامساً: علم التفسير: ويندرج تحته:
ـ تاريخ التفسير وطبقات المفسرين.
ـ أصول التفسير.
ـ الناسخ والمنسوخ.
ـ الوجوه والنظائر.
ـ أقسام القرآن.
ـ أمثال القرآن.
ـ المحكم والمتشابه.
ـ قواعد التفسير.
ـ كليات القرآن.
ـ مبهمات القرآن.
ـ مناهج المفسرين.
ـ التفسير الموضوعي.
ـ التفسير العلمي.
ـ اتجاهات التفسير.

سادساً: علم سور القرآن وآياته: ويندرج تحته:
ـ معرفة أسماء السور.
ـ ترتيب السور.
ـ المناسبات بين السور.
ـ ترتيب الآي.
ـ المناسبات في الآيات.
ـ فواصل الآي.
ـ عد الآي.

سابعاً: علم فضائل القرآن.
ثامناً: علم أحكام القرآن ووجوه الاستنباطات.
تاسعاً: علم الوقف والابتداء.
عاشراً: علم جدل القرآن.

6. يشمل توجيه القراءات: توجيه لغتها، وإعرابها، وصرفها، وأدائها، ومعانيها، ويلاحظ أن ما له أثر في تغير المعنى يندرج تحت علم التفسير.

7. المراد باتجاهات التفسير: الاتجاه العلمي الذي غلب على تفسير المفسر، والاتجاه العقدي، والاتجاه الفقهي، وغيرها من الاتجاهات التي يصطبغ بها التفسير.

8. يمكن تقسيم المصنفات المتعلقة بتفسير القرآن كالآتي: كتب التفسير، كتب إعراب القرآن، كتب معاني القرآن، كتب غريب القرآن، كتب مشكلات القرآن، كتب متشابه القرآن، كتب الوجوه والنظائر، كتب أحكام القرآن، كتب الناسخ والمنسوخ، كتب المناسبات، كتب أسباب النزول، كتب توجيه القراءات، كتب الوقف والابتداء، كتب مبهمات القرآن.

9. علم علوم القرآن يتحدث عن علومه المستنبطة منه والخادمة له، وعلم تفسير القرآن يتحدث عن بيانه وكشف معانيه.

10. إذا كان علماء علوم القرآن قد استفادوا في تقعيد بعض العلوم من كتب علوم أخرى، فإن هذا لا يعني الاتفاق التام بين بحثهم وبحث غيرهم لهذه العلوم.

11. إن الأصل في العلوم الإسلامية التداخل، وهناك قاسم مشترك بين أصول هذه العلوم.

12. مخارج الحروف وصفاتها من صميم علم التجويد، وإنما نُقلت عن علماء النحو واللغة لسبقهم في التدوين.

13. لقد تكلّم قوم في علم التجويد، وضعّفوا تأصيله، وجعلوه علماً حادثاً، وفي هذا نظر.

14. أن القراءة علم مشافهة، ولذا لا يمكن أخذه من الصحف.

15. أن علم التجويد قد دخله الاجتهاد، وذلك في أمرين:
الأول: التقسيمات والتعريفات الاصطلاحية، وهو في هذا ككل العلوم الإسلامية.
الثاني: التقديرات والتحريرات؛ كتقدير حركات المد الفرعي، أو تحرير الأوجه التي بين الفاتحة والبقرة.

16. لابد من التوازن في النظر إلى حاجة المفسر لبعض العلوم التي ينص عليها العلماء، كالنحو، والبلاغة، والفقه، وغيرها.

17. دوّن السلف من التابعين وتابعيهم التفسير، وأغلب هذه المدونات مبثوث في الكتب التي تعنى بالمأثور عنهم؛ كتفسير الطبري.

18. مما يرد في تفسير السّلف من الاختلاف يمكن أن يكون سببه اختلاف القراءة، فينقل في تفسير لفظة، ومراده هو تفسيرها على قراءة أخرى.

19. مدونات التفسير الكبيرة خرجت بعلم التفسير إلى مسائل لا علاقة لها به، وإنما جرها إليه بروع المؤلف في فن من الفنون.

20. يُلاحظ أن المذهب الذي يميل إليه المفسر، سواء أكان فقهاً، أم نحواً، أم عقيدة، له أثر في اختيار المفسر للمعنى، ويظهر بهذا الاختيار تكلف المفسر وتعسفه، وتركه للظاهر من أجل أن لا يخالف ما يعتقده.

21. البحر المحيط لأبي حيان، والدر المصون للسمين الحلبي، من أشمل وأوسع ما كتب في إعراب القرآن.

22. إنّ لعلم الوقف والابتداء علاقة أكيدة بعلم التّفسير، إذ هو أثر من آثار التّفسير.

23. جلّ مباحث كتب علم معاني القرآن لغوية؛ لأن الذين كتبوا فيه لغويون.

24. يلاحظ أن بعض كتب معاني القرآن تضم إليها علمَ إعراب القرآن؛ لذلك فإنها من مراجع كتب الإعراب القرآني.

25. سبق مفسروا السلف اللغويين في بيان غريب القرآن الكريم، وهم العمدة في هذا الباب.

26. علم غريب القرآن من أول علوم التفسير التي يجب أن يتعلمها طالب علم التفسير.

27. يجب مراعاة الاختلاف الكائن بسبب تعدد دلالة المفردة في اللغة، والنظر في احتمال النص لها من عدمه، على حسب المقام في ترجيح أحد المحتملات اللغوية.

28. علم الغريب جزء من علم معاني القرآن؛ لأن علم معاني القرآن يقوم على بيان المفردات أولاً، ثم يبين المعنى المرادَ بالآية، مع الاعتناء بأسلوب العرب الذي نزل به القرآن.

29. يظهر أن سبب الكتابة في مشكل القرآن موجة من الزندقة التي كانت تشكك بالقرآن الكريم في نظمه، أو أسلوبه، أو أخباره.

30. سارت المؤلفات في غريب القرآن في ترتيبها على طريقتين:

الأولى: السير على ترتيب الألفاظ في السور، ابتداء من الفاتحة إلى الناس.

الثانية: ترتيب الألفاظ القرآنية على الحروف الهجائية، وغالبها سلك الترتيب الألفبائي.

31. سبق مفسروا السلف اللغويين في بيان غريب القرآن الكريم، وهم العمدة في هذا الباب.
علم غريب القرآن من أول علوم التفسير التي يجب أن يتعلمها طالب علم التفسير.

32. يظهر أن سبب الكتابة في مشكل القرآن موجة من الزندقة التي كانت تشكك بالقرآن الكريم في نظمه، أو أسلوبه، أو أخباره.

33. للاعتقاد أثره في تحديد مفهوم المحكم والمتشابه، وتحديد آياتهما، ومن أشهر الكتب التي تبنت المفهوم المخالف كتاب: متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار المعتزلي.

34.  المتشابه في علوم القرآن مصطلح يُطلق على عدة علوم:
أولها: ما يقابل المحكم، وهو قسمان:
الأول: نسبي: وهو ما يقع لبعض الناس من عدم فهم المعنى، مع كون غيره عالماً به.
الثاني: كلي: وهو ما استأثر الله بعلمه، وهذا الكلي لا علاقة له بالتفسير؛ لارتباطه بالمغيبات، والتفسير مرتبط ببيان المعاني المعلومة للناس التي قد تخفى على بعضهم.
ثانيها: المتشابه اللفظي الذي يشكل على حفاظ القرآن. ولا علاقة له بعلم التفسير.
ثالثها: المتكرر من المقاطع، مع تغير كلمة أو نحوها، أو ما يكون بين مقطعين من تناسب ومشاكلة من أي وجه من وجوه المشاكلة.

35. علم الوجوه النظائر نشأ على يد المفسر مقاتل بن سليمان البلخي (ت 150هـ)، وكل الذين كتبوا في هذا العلم بعده عيال عليه، فكتابه أصل معتمد لهم، وغايتهم أن يستدركوا وجهاً لم يقل به، أو نظيراً يذكرونه.

36. ظهر من استقراء كتاب مقاتل، وكتب من بعده أن المراد بالوجوه: المعاني المختلفة للفظ القرآني، والنظائر: الآيات الواردة في الوجه الواحد.

37.  سار العلماء على طريقتين في ترتيب كتب أحكام القرآن:
الأولى: ترتيب الكتاب على سور القرآن، وهذا الأغلب.
الثانية: ترتيب الكتاب على أبواب الفقه، وسار عليه أبو جعفر الطحاوي.

38. لو دُرست السور التي تحوي أحكاماً كاملة، لتمكّن المعلم أن يفيد في جانبي التفسير والأحكام، وهذا الأولى، وبه يعطى كل علم حظه من التدريس، ويستفيد الدارس من جملة هذه العلوم.

39. لا يُؤخذ من الكتب المقتصرة على تفسير آيات الأحكام منهجُ تفسير؛ لأنها لا تُعنى به.

40. كتب الناسخ والمنسوخ المتقدمة ككتاب قتادة بن دعامة وكتاب الزهري يلزم أن تكون دراستها على مصطلح المتقدمين في النسخ.

41. المراد بعلم المناسبات = بيان وجه ارتباط اللفظة أو الآية أو السورة أو غيرها مما يحكيه العلماء من أنواع المناسبات.

42. تعتبر صيغ النزول من المباحث المشكلة في علم التفسير؛ لأنَّ تحديدَ الصيغ التي يراد بها سبب النزول المباشر غير واضحة في كل سبب يذكر، وليس لهم في ذلك عبارات متحدة.
صيغة: "نزلت هذه الآية في كذا"، وصيغة: "نزلت في فلان" غالباً ما تكون من باب التفسير الاجتهادي، وليست من بيان السبب الذي من أجله نزلت الآية. وإن لم تكن تحكي سبباً مباشراً ـ لا تخلو من ثلاثة أحوال:
الأول: أن تدل على تضمن الاية للحكم الذي حُكي في النزول.
الثاني: أن تدل هذه العبارة على أن المفسر فسر بالقياس.
الثالث: أن تكون على سبيل حكاية مثال لمن تشمله الآية.

43. سبب النزول له حكم الرفع؛ لأنه حكاية أمر حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أنه لا يقبل إلا ممن شهد الحدث، أو كان من الصحابة الذين يروونه وإن لم يشاهدوه.
إذا وردت حكاية السبب الصريح عن التابعين أو أتباعهم، فلا يخلو الحال من أمرين:
الأول: أن ينفرد الواحد منهم بذكره، وفي هذه الحال لا يقبل السبب صريحاً؛ لأن فيه انقطاعاً ظاهراً، وإن احتمل تفسيراً.
الثاني: أن يروي السبب اثنان أو أكثر، وفي هذه الحال يُجعل أصل ما حكوه سببا ً، وإن اختلفوا في تفاصيله، خصوصاً إذا تكاثرت روايتهم.

44. الأصل الأصيل الذي يجب أن يُعلم أن سبب النزول الصريح يعين على فهم معنى الآية، ويبعد المحتملات الواردة عليها، فهو مرجح أكيد عند ورود الاحتمال، والجهل به مدعاة للوقوع في الخطأ في التفسير(1).

د/ مساعد الطيار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا