الثلاثاء، 27 مارس 2012

لماذا جاء التعبير بقوله نعالى "في جيدها حبل من مسد" ولم تكن "في عنقها"؟


قال السُّهيليُّ -رحمه اللهُ- في «الرَّوض الأُنُف 3/308»:
( وقولُهُ: ﴿فِي جِيدِهَا﴾، وَلَمْ يَقُلْ: في عُنُقِها، والمعروفُ أنْ يُذْكَرَ العُنُقُ إذا ذُكِرَ الغُلُّ، أو الصَّفْع؛ كما قالَ تعالَى: ﴿إنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا﴾ [ يس: 8 ]، ويُذْكَرُ الجِيدُ إذا ذُكِرَ الحُلِيُّ، أو الحُسنُ. فإنَّما حَسُنَ ههنا ذِكْرُ الجيد في حُكْمِ البلاغةِ؛ لأنَّها امرأةٌ، والنِّساءُ تُحَلِّي أجيادَهُنَّ، وأُمُّ جَميلٍ لا حُلِيَّ لها في الآخِرةِ إلَّا الحبل المجعول في عُنُقِها، فلمَّا أُقيمَ لها ذلك مقامَ الحُلِيِّ؛ ذُكِرَ الجِيدُ معه؛ فتأمَّلْهُ؛ فإنَّهُ مَعنًى لَطيفٌ؛ ألا تَرَى إلَى قَوْلِ الأعْشَى:
 يَوْمَ تُبْدي لنا قُتَيْلَة عن جِيد ولَمْ يَقُلْ عَنْ عُنُقٍ.
وقول الآخَرِ: * وأحسَنُ مِنْ عقدِ المليحةِ جِيدُها *
 ولم يَقُلْ: عُنُقها، ولَوْ قالَهُ؛ لكانَ غَثًّا منَ الكلامِ؛ فإنَّما يَحسُنُ ذِكْرُ الجِيدِ حَيْثُ قُلنا. ويَنظُرُ إلَى هذا المعنَى قولُهُ تعالَى: ﴿فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ ألِيمٍ﴾ [ آل عمران: 21 ]؛ أي: لا بُشْرَى لهم إلَّا ذلِك، وقولُ الشَّاعرِ [ عَمْرو بن مَعْدِي كَرِب ] : [ وخَيْلٍ قَد دلفتُ لها بِخَيْلٍ ]....... تَحِيَّةُ بينهم ضَرْبٌ وَجِيعُ أيْ: لَا تَحِيَّةَ لهم. كذلك قوله: ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ﴾؛ أي: ليسَ ثَمَّ جِيدٌ يُحَلَّى؛ إنَّما هو حَبْلُ المسدِ )
 انتهى.
 منقول.
بواسطة سحر الإبداع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا