دلالات قوله تعالى _ولحم طير مما شتهون_
يقول الله تعالى : وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما شتهون.
يقول بعض المحدثين من أهل التفسير أنه قدم جل شأنه الفاكهة على أكل اللحم لما للفاكهة من فوائد صحية تساعد على هضم الطعام ويقولون أيضاً : أنه ذكر لحم الطير لأنه أزكى اللحوم وأجودها.
إلا أنني سأسوق لإخواني بعض ما فتح الله تعالى عليّ لهذه المسألة فأقول وبالله التوفيق:
ان تقديم الفاكهة على لحم الطير سببه أن أهل الجنة لا يأكلون أكل جوع أو حاجة للأكل فهم يتفكهون ويتنعمون في الجنة وهذا يدل على الرفاه والنعيم المقيم . وبالتالي فإن تقديم الفاكهة على اللحم أو العكس لا دخل له إلا من جهة التفكه والتنعم والتمتع حسب وقع النفس فيما اشتهت وطلبت.
أما سبب ذكر لحم الطير عن دون اللحوم الأخرى فليس كما قال البعض لأنه أزكى اللحوم وأجودها . فقد ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أن أول طعام يتحف الله به أهل الجنة زيادة كبد الحوت. فلو كان لحم الطير أزكى وأشهى لقدمه الله تعالى لأهل الجنة بدلاً من كبد الحوت. فهل هناك حكمة أخرى في ذكر لحم الطير غير التي قيلت؟.
من المعلوم أن اصطياد الطيور ليس بالأمر الهين ناهيك عن إيجادها والوصول اليها. فهي دائمة الترحال والهجرة فإن وجدت في موسم افتقدت في مواسم وإن استطاع الإنسان اصطيادها في وقت فإنه يُحال بينه وبين اصطيادها في أوقات كثيرة. فلو طلب ملكاً من الملوك أو غنياً من أغنياء الأرض بعض أنواع الطيور في عينها فإنه لا يستطيع أن يدرك ذلك في اللحظة والتو بل لا بد له أن يتنظر الى حين تواجدها وظهورها. ..
ولذلك فإن من خاصيّة لحم الطير أنه لا يمكن توفيره في أي وقت أو اصطياده في أي حين بغض النظر عن طالبه ومشتهيه ولو كان ملكاً أو أميراً أو قائداً.وهذه الآية تذكر أولئك الذي حاولو ا أن يصطادوا بعض لحومها ولم يستطيعوا أو اجتهدوا على إيجادها عند الحاجة فلم يفلحوا. أن الله تعالى قادر على إيجادها في الجنة في كل وقت وحين . وأنه سبحانه وتعالى هيئها لأهل الجنة ليتمتعوا بأكل ما منعوا عنه في الدنيا . وكما تعلمون أن النفس تميل الى الممنوعات وترغب بها لتحوزها وتنال منها ما أرادت.
والله تعالى أعلم
أ/ تيسير الغول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمنا