من مقاصد سورة النمل

من حبى  لعلم مقاصد أسماء السور  وكثره التأمل فيه أزعم أنى أستطيع أن أضع فيه يوما ما مختصرا 
وهو يجول بك فى أسم السورة ويضع لكل سورة مفتاحا حيث يقع إسم السورة فى داخل آياتها
وكذلك يضع لكل سورة عمودا فقريا بحيث تقرء السوره من خلال عنوان واحد فقط

وكذلك محور معقد ومتسلسل يربط السورة ببعضها بل يربطها بما قبلها وما بعدها بشكل عجيب


خذ على ذلك مثالا أحبه جدا:

فى سورة ((النمل))

السورة لها عنوان واحد مختصر هو (واجب من يعلم تجاه من لا يعلم)

فالرائد _كما تقول العرب_ لا يكذب أهله

هذا الرائد هو شخص قد لا يكون فذا أو شخصا مبرزا بالضروره
بل قد يكون شخص نكره بين الصفوف ولكنه يعى دوره ويتحرك من خلاله(الجنديه كما نسميها)

لا لشهره أو بحثا عن مجد أو طلبا لسمعه أو دعايه

_هو شخص يتحصل على المعلومه فلا يستقلها ولا يستقل نفسه
فقد يكون نمله مجهوله ترى خطرا فتصرخ فيمن خلفها ليحذروا

_ولا يستحى من الإيجابيه بدعوى أنها ستجر عليه النقد أو الإستهزاء من قيادته ولا يقول (أنا هعرف أحسن منهم)
كما فعل الهدهد الضعيف لدى ملك عظيم فى مملكه يتجول فيها الجن فى الشوارع

_فهو عظيم بعلمه لا لذاته
(ولذلك قدمت السورة الذى عنده علم من الكتاب على مرده الجن فى القدره والنفوذ)

_وهو عظيم إذا كان حاكما يرى الخير فيقود إليه شعبه ولا يثنيه الكبر والغرور عن (إسلام وجهه لله مع سليمان طالما كان سليمان على حق)

_وهو عظيم إذا كان قائدا فهو يعاقب الجندى ولكن عن بينه
ويكرم الذى عنده علم من الكتاب ويقربه فى مجلسه
وهو يحمد الله على نعمه العلم

_وهو لئيم خسيس مذموم إذا كتم العلم كما فعل (التسعه رهط)

_وهو تافه إذا اشترى بعلمه رضا السلطان والحاكم ولا يشور عليه خشيه غضبه
(والأمر إليكى فأنظرى....)


_وفى النهايه تستفيض السورة فى مدح العلم كوسيله لتعمير الدنيا وإصلاحها والثناء على العلماء الذين يحركون علمهم لتعبيد الحياه لله لا الذين يستخدمونه لتحصيل المنافع المجرده
د/ أمير الحفناوي