الأحد، 25 يوليو 2010

سورة الحجرات للمتوسط والابتدائي

الورد : سورة الحجرات ( 1 - 8 ) المستوى : متوسط & ابتدائي عليا الأهداف السلوكية : أن تردد الطالبة الآيات خلف معلمتها أن تتعرف الطالبة على موضوع السورة أن تترجم الطالبة بعض معاني الكلمات أن تذكر الطالبة بعض الفوائد من الشرح أن تستنج الطالبة كيفية التعامل مع الأخبار الغير موثوقة أن تستشعر الطالبة خطورة الكذب أن تبادر الطالبة بذكر بعض الأمور المؤدية إلى الكذب التمهيد : ( لعبة تلفون خربان ) الطريقة : تذكر المعلمة جملة لأول طالبة على يمينها وهي بدورها تنقلها لطالبة التي تليها ... وهكذا بشرط أن تنقل كل واحدة الجملة بصوت خافت لا يسمعه الزميلات وعندما تصل الجملة لآخر واحدة في الفصل تذكرها بصوت مسموع .. بطبيعة الحال تتغير الجملة .. عندها تقول المعلمة : طالباتي العزيزات تأملوا كيف تغيرت الجملة في دقائق معدودة وفي المكان نفسه ، فكيف بالجمل التي تأتينا من أماكن وأزمان وشخصيات مختلفة ؟ هل نتقبل كل جملة مهما كانت المصدر ؟ وكيف نتعامل مع تلك الجمل؟ كل هذا وأكثر سنتعلمه من خلال درس اليوم بإذن الله تعلى يبدأ التــــلاوة ثم تلقين الطالبات المقدمة : سورة الحجرات سورة مدنية وعدد آياتها ( 18 ) وقد سميّت بـ (الحجرات) لأن الله تعالى ذكر فيها حرمة بيوت النبي وهي الحجرات التي كان يسكنها أمهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله عليهم وهذا لتربطنا بالنبي r سورة الحجرات هي سورة تتحدث عن أدب العلاقات والتعامل مع الرسول r ومع المسلمين والناس عامة. وكأن الهدف من هذه الآداب والتوجيهات أنكم يا من آمنتم بالله تأدبوا بالعلاقات مع الرسول r فكأنما أراد الله تعالى أن يجمع لهم صفات العبادة والعمل مع الصفات الخلقية والذوقية . وقد تضمّنت السورة العديد من الآداب نستعرض بعضها: 1. الأدب مع الشرع: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) آية 1 . 2. الأدب مع النبي r: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) آية 2 و 3 . 3. أدب تلقّي الأخبار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) آية 6 . بعض معاني الكلمات :{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا : أي لا تتقدّموا بقول ولا فعل إذ هو من قدم بمعنى تقدم.{ ولا تجهروا له بالقول كجهر : أي إذا ناجيتموه فلا تجهروا في محادثتكم معه كما تجهرون بعضكم لبعض } فيما بينكم إجلالا له صلى الله عليه وسلم وتوقيراً وتقديراً.{ امتحن الله قلوبهم للتقوى } : أي شرحها ووسعها لتتحمل تقوى الله. مأخوذ من محن الأديم إذا وسعه. { إن الذين ينادونك من وراء : أي حجرات نسائه { فاسق بنبأ } : أي ذو فسق وهو المرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب والنبأ الخير ذو الشأن. { فتبيّنوا } : أي تثبتوا قبل أن تقولوا أن تفعلوا أو تحكموا. الشرح الإجمالي يا أيها الذين آمنوا بالله رباً وإلهاً وبالإِسلام شرعة ودينا وبمحمد نبيّا ورسولا ناداهم بعنوان الإِيمان ليقول لهم ناهيا { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } أي قولا ولا عملا ولا رأيا ولا فكرا أي لا تقولوا ولا تعلموا إلا تبعا لما قال الله ورسوله، وشرع الله ورسوله { واتقوا الله } في ذلك فإِن التقدم بالشيء قبل أن يشرع الله ورسوله فيه معنى أنكم أعلم وأحكم من الله ورسوله وهذه زلّة كبرى وعاقبتها سوأى. ثم طالب المسلم بالتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأولا نهاهم رضي الله عنهم عن رفع أصواتهم فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هم تحدثوا معه وأوجب عليهم إجلال النبي وتعظيمه وتوقيره بحيث يكون صوت أحدهم إذا تكلم مع رسول الله أخفض من صوت الرسول صلى الله عليه وسلم ولقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا كلّم رسول الله يساره الكلام مساراه وثانيا نهاهم إذا هم ناجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض وفي الآية الثالثة (3) يثني الله تعالى على أقوام يغضون أصواتهم أي يخفضونها عند رسول الله أي في حضرته وبين يديه كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما هؤلاء يخبر تعالى أنه امتحن قلوبهم للتقوى أي وسعها وشرحها لتحمل تقوى الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاثا، ويذكر لهم بشرى نعم البشرى وهي أن لهم منه تعالى مغفرة لذنوبهم، وأجرا عظيما ثم عاب الله تعالى أقواما معهم جفاء وغلظة جاءوا والرسول قائل وقت القيلولة ووقفوا على أبواب الحجرات ينادون بأعلى أصواتهم يا محمد يا محمد صلى الله عليه وسلم أن اخرج إلينا فإِن مدحنا زين وإن ذمنا شين ووصف بأن { أكثرهم لا يعقلون } أي فيما فعلوه بمقام الرسول الشريف ومكانته وقوله تعالى في الآية الثالثة من هذا السياق (6) { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإِ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } هذه الآية وإن كان لها سبب في نزولها وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليأتي بزكاة أموالهم، وكان بينهم وبين أسرة الوليد عداء في الجاهلية فذكره الوليد وهاب أن يدخل عليهم دارهم وهموا بقتله فهرب منهم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهمَّ بغزوهم.وما زال كذلك حتى أتى وفد منهم يسترضي رسول الله ويستعتب عنده خوفا من أن يكون قد بلغه عنهم سوء فأخبروه بأنهم على العهد وأن الوليد رجع من الطريق ولم يصل إليهم وبعث الرسول خالد بن الوليد من جهة فوصل إليهم قبل المغرب فإِذا بهم يؤذنون ويصلون المغرب والعشاء فعلم أنهم لم يرتدوا وأنهم على خير والحمد لله. وجاء بالزكوات وإن نزلت في سبب معين فإنها عامة وقاعدة أساسية هامة فعلى الفرد والجماعة والدولة أن لا يقبلوا من الأخبار التي تنقل إليهم ولا يعملوا بمقتضاها إلا بعد التثبت والتبيِن الصحيح كراهية أن يصيبوا فرداً أو جماعة بسوء بدون موجب لذلك ولا مقتضٍ الإقالة سوء وفرية قد يريد بها صاحبها منفعة لنفسه بجلب مصلحة أو دفع مضرة عنه. فالأخذ بمبدأ التثبت والتبيِن عند سماع خبر من شخص لم يعرف بالتقوى والاستقامة الكاملة والعدالة التامة واجب صونا لكرامة الأفراد وحماية لأرواحهم وأموالهم الفوائد والعبر : 1- لا يجوز للمسلم أن يقدم رأيه أو اجتهاده على الكتاب والسنة فلا رأي ولا اجتهاداً .2- بما أن الله تعالى قد قبض إليه نبيّه ولم يبق بيننا رسول الله نتكلم معه أو نناجيه فنخفض أصواتنا عند ذلك فإِن علينا إذا ذكر رسول الله بيننا أو ذكر حديثه أن نتأدب عند ذلك فا نضحك ولا نرفع الصوت، ولا نظهر أي استخفاف أو عدم مبالاة وإلا يخشى علينا أن تحبط أعمالنا ونحن لا نشعر.3- على الذي يغشون مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يرفعوا أصواتهم فيه إلا لضرورة درس أو خطبة أو أذان أو إقامة.4- بيان سمو المقام المحمدي وشرف منزلته صلى الله عليه وسلم.5- وجوب التثبت في الأخبار ذات الشأن التي قد يترتب عليها أذى أو ضرر بمن قيلت فيه، وحرمة التسرع المفضي بالأخذ لظنه فيندم الفاعل بعد ذلك في الدنيا والآخرة.6- من أكبر النعم على المؤمن تحبيب الله تعالى الإيمان إليه وتزيينه في قبله، وتكريه الكفر إليه والفسوق والعصيان وبذلك أصبح المؤمن أرشد الخلق بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. التثبت في الأخبار قال الله U: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6). هذه الآية أصل في وجوب التثبت في الأخبار، بل هي الأصل في ذلك، وما عداها فهو شارح لها ومبين لدلالتها. ولأهمية هذا الموضوع فسأقف معه وقفة مناسبة، نبين فيها أولا: تعريف الخبر والخبر: ما أتاك من نبأ عمن ستخبر. ثانيا: أهمية الخبر وتبرز أهمية الخبر في ضوء ما يلي: 1- إن الواسطة بين السماء والأرض هو الخبر، فالرسل عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، يخبرون عن الله - جل وعلا - فيخبرون الإنس والجن بمراد الله قدرا وشرعا (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) (الحجر:49، 50)، 2- القرآن حمل لنا أخبار الأولين والآخرين، من قبل خلق آدم - عليه السلام - إلى قيام الدين، خلق السموات والأرض، الملائكة وآدم، آدم وإبليس، قصص الأنبياء وأممهم، قيام الساعة، الجنة والنار ودخول الناس فيهما، خبر أهل الجنة، وخبر أهل النار. 3- إننا أصبحنا في عالم عجيب، يصبح ويمسي على الخبر، فخبر في جنوب الأرض يؤثر في شمالها، ونبأ في غربها يهز شرقها، وحدث في وسطها يثير الأرض كلها، وبحق أضحى الخبر ملكا غير متوج، وسلطانا تهابه الملوك والرؤساء والسلاطين، ولذلك أصبحت وسائل الإعلام هي السلطة الأولى في الأرض بعد أن كانت الرابعة كما يقولون . 4- تعدد وسائل الأخبار، ووسائط الأنباء، فلم تعد الرسالة، أو المشافهة هي الوسائل الوحيدة، وأصبح المرء في حيرة من أمره، ما يؤكده هذا ينفيه ذاك، وما يعلنه الأول يكذبه الثاني، وهذا الأمر له أثره النفسي والعملي على الفرد والمجتمع، وكما عبر العلامة ابن خلدون عن هذه الحقيقة فقال: فالتحقيق قليل، وطرف التنقيح في الغالب كليل، والوهم نسيب للأخبار وخليل، والتقليد عريق في الآدميين وسليل . 5- ومما يعطي الأخبار أهمية خاصة، غريزة حب الاستطلاع، والشغف بنقل الأخبار، والهيام بالسؤال عن كل جديد. 6- وأخيرا فإن الإنسان يعيش ويرسم منهج حياته على الخبر ماضيا وحاضرا ومستقبلا، ويعتمد على خبر ماض وحاضر ومتوقع الحدوث أو متيقن الوقوع في المستقبل. والخبر منازل، بين متيقن وظني ومكذوب، والمنازل درجات. ثالثا: خطورة الكذب الكذب صفة ذميمة، وخصلة خسيسة، تسقط المروءة، وتظهر الخيانة، وتنبئ عن الجبن ورداءة الطبع. والكذب مظهر لصفات مذمومة، قد لا تبدو للعيان لأول وهلة، كقلة الدين وذهاب الورع، وسوء الطوية، وتفاهة الغاية والمقصد، وهشاشة التربية والمنبت. والكذب: يغير الأمور، ويقلب الحقائق، يجعل الباطل حقا، والحق باطلا، والمعروف منكرا، والمنكر معروفا، وينسب للناس خلاف ما قالوا وما فعلوا، وأعظم الكذب الكذب على الله ورسله، وشر الكذب كذب الملوك. وأمر هذا شأنه، يصعب حصر خطورته وآثاره، ولكن ذكرى للمؤمنين، وتنبيها للغافلين، وتحذيرا لمن جعل الكذب مطيته، والتعريض سلعته، والإشاعة غايته ومقصده، أضع هذه الحقائق، ليحيى من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة. ولكن هناك أمور قد لا تكون كذبا، ولكن توصل إليه في النهاية، ولشيوعها وخطورتها، فإني أشير إليها إشارة بما يغني عن العبارة فأقول: 1- المزاح فإن التوسع فيه قد يوصل إلى الكذب، وهذا ما يوحي إليه حديث رسول الله r حيث قال: "أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" . 2- التورية، والمعاريض فإذا تعود عليها الإنسان، أكثر منها، وعرف بها، ويصبح في نظر الناس أخو الكذاب، وقد تقوده إلى الكذب. 3- نقل الإشاعة دون تحر أو تدقيق، وقد يتورط المرء فيها فيسلك مسالك الكذب لإثباتها، حتى لا يظهر أمام الناس كذابا، فيقع في عين الكذب طائعا مختارا. 4- الحماس غير المنضبط، والعجلة وعدم التأني عند رؤية المنكرات، تؤدي إلى نقل الخبر على غير حقيقته، من مبالغة أو تحريف أو سوء فهم، وما زاد عن الحقيقة فهو كذب. 5- عدم التزام المنهج الشرعي في الوعظ والرقائق، توصل صاحبها إلى الكذب عاجلا أو آجلا. أهمية التثبت والتبيين: يقول ابن الجوزي - رحمه الله -: ما اعتمد أحد أمرا إذا هم بشيء مثل التثبت، فإنه متى عمل بواقعة من غير تأمل للعواقب، كان الغالب عليه الندم، ولهذا أمر الإنسان بالمشاورة، لأن الإنسان بالتثبت يطول تفكيره، فتعرض على نفسه الأحوال، وكأنه شاور، وقد قيل: خمير الرأي خير من فطيره. وأشد الناس تفريطا من عمل مبادرة في واقعة من غير تثبت ولا استشارة، خصوصا فيما يوجب الغضب، فإنه ينـزقه طلب الهلاك واستتبع الندم العَظِيمٌ، فالله الله، التثبت، التثبت في كل الأمور، والنظر في عواقبها تـثبت منهج شرعي، ونضج عقلي، والعقل الصريح يوافق النقل الصحيح، ولذلك جاء في الأدب الصغير لابن المقفع: "أصل العقل التثبت" وهذا صحيح، فالعقل سمي عقلا، لأنه يعقل صاحبه عن فعل ما لا ينبغي. ولقد تميزت هذه الأمة بميزة فقدتها الأمم السابقة، وهي ميزة وجود المنهج المتكامل الشامل للتثبت من الأخبار، مما حفظ علينا ديننا، وهو من حفظ الله لهذا الدين إلى يوم الدين. ويقول سيد قطب - رحمه الله -: التثبت من كل خبر ومن كل ظاهرة، ومن كل حركة قبل الحكم عليها، هو دعوة القرآن الكريم، ومنهج الإسلام الدقيق. المراجع 1/ الخواطر القرآنية للأستاذ عمروا خالد 2/ سورة الحجرات دراسة تحليلية وموضوعية للشيخ الأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر 3/ أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للشيخ أبو بكر الجزائري الطالبة : عائشة الوادي مستوى ثالث / ثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا