{ ومنكم من يتوفى، ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً }॥فأما من يتوفى فهو صائر إلى نهاية كل حي। وأما من يرد إلى أرذل العمر فهو صفحة مفتوحة للتدبر ما تزال. فبعد العلم، وبعد الرشد، وبعد الوعي، وبعد الاكتمال.. إذا هو يرتد طفلاً. طفلاً في عواطفه وانفعالاته. طفلاً في وعيه ومعلوماته. طفلاً في تقديره وتدبيره. طفلاً أقل شيء يرضيه وأقل شيء يبكيه. طفلاً في حافظته فلا تمسك شيئاً، وفي ذاكرته فلا تستحضر شيئاً. طفلاً في أخذه الأحداث والتجارب فرادى لا يربط بينها رابط ولا تؤدي في حسه ووعيه إلى نتيجة، لأنه ينسى أولها قبل أن يأتي على آخرها: { لكي لا يعلم من بعد علم شيئاً } ولكي يفلت من عقله ووعيه ذلك العلم الذي ربما تخايل به وتطاول، وجادل في الله وصفاته بالباطل!
في ظلال القرآن
سيد قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمنا