سورة الهمزة ( لمستوى الابتدائي)
سورة مكية ، عدد آياتها تسع آيات ونزلت بعد سورة القيامة.
التمهيد :
الحمد لله الذي أنعم على عباده بنعمة اللسان فلو لم توجد اللسان لما استطاع الإنسان أن يتكلم فلنحمده ونشكره ونسأله أن يجعل ألسنتنا ما تخوض في شيء إلا فيما يرضيه ويجنبنا ما نهى عنه .فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت في صفية بنت حيي إحدى أمهات المؤمنين [قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا فقال : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ] يعني لو خلطت بماء البحر على كبره وسعته لمزجته أي أثرت فيه وهي كلمة يسيرة جداً لكنها عظيمة عند الله .
في ظنك ما هي الكلمة التي أغضبت رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟ وماذا تسمى؟
الكلمة هي عندما قالت : حسبك من صفية كذا وكذا ـ تعني أنها قصيرة ـ وهي لم تصرح بالكلمة أي لم تنطقها ولكن فعلت بالإشارة فما بال من ينطقها .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يمخشون وجههم وصدورهم فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعرضهم ] حديث صحيح .فكيف يأكل الإنسان لحوم الإنسان ؟ هل المجرد الكلام عليهم والغيبة والنميمة؟ نعم فقد حذر الله تعالى عباده في هذه السورة من إطلاق اللسان وألا يتكلم إلا بخير إن كان يؤمن بالله واليوم الأخر وقال الرسول صلى الله عليه وسلم [ يا معاذ! ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم ؟ فمن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو يسكت ]ـ حديث صحيح ـ.
وسورتنا تناولت ذلك الطعن في أعراض الناس واظهار عيوبهم وتحقير أعمالهم وابتدأت السورة بالويل والعذاب لمن يفعل مثل هذه الأمور وسميت بذلك الفعل وهي سورة الهمزة.
فالهمزة قيل أنه باليد وقيل باللسان أمامه أو الهمز في الغيبة واللمز باليد أو باللسان والغمز بالعين وكلها متقاربة مشتركة في تنقيص الآخرين .ففي هذه الآية يتوعد الرب بواد في جهنم يسيل بصديد أهل النار وقيوحهم لمن يغتاب أو يمشي بين الناس بالنميمة ، فمثلاً التي تضحك على زميلتها من شكلها أومن لباسها فقد يكون لها هذا الوعيد والعذاب ، والتي تمشي بين زميلاتها بالنميمة فتقول قالت فلانة عنك كذاو قالت أخرى كذا ، والتي تؤشر بيديها على زميلتها على سبيل الاستهزاء والسخرية فهذا كله يدخل تحت اللمز والهمز فهل تستطع إحداكن أن تأكل لحم أختها أو تتحمل هذا الوعيد الذي وعد الله عباده من يتصف بذلك ، فعلينا أن نبتعد عن هذه الأمور وأن نكون إخوة متحابين .
عائشة بافضل
دبلوم عام
إلى ألأمام يا عائشة ... كم هو رائع ما خطته يمينك ... في انتظار مزيد من ابداعاتك ... فلا تحرمينا إياها.
ردحذف.
.
.
شكرًا أستاذة منى لإتاحة الفرصة لمعلمات المستقبل.