الثلاثاء، 23 يونيو 2009

سلسلة مباديء فهم القرآن (2)

سلسلة "مبادئ فهم القرآن" (2)الشيخ عصام بن صالح العويِّد
[تساؤلات المقصّرين مع القرآن]وهذه نصوص أسئلة تتابعت أذكرها كما هي، يقول أصحابها: 1-أنا أقرأ القرآن وأقرأ في كتب التفسير ولا أدرك هذا المعنى العظيم الذي تتحدثون عنه في آيات القرآن؟2-عندي يقين تام بأن القرآن معجز لكن لا أدري أين هذا الإعجاز؟3-لا أجد لذة عند قراءة القرآن؟4-هل يمكن أن يحكمنا القرآن في كل قضايانا حتى الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية والإعلامية وغير ذلك؟5-أخت داعية تسأل وتقول: ندعو الناس إلى الأنفع لهم أو إلى ما يرغبون فيه؟ هل نعلّم الناس الإيمان أو العاطفة؟6-أخرى تقول: أليست دراستنا لعلم التوحيد أو الفقه أو الحديث هي المقصودة بتدبر القرآن؟7-الأمة اختلفت في فهم القرآن كثيراً، أما تخشى من هذا؟8-لماذا القرآن؟ مشكلات الأمة أهم .. السياسة أهم .. الفقه أهم .. الدعوة أهم .. الجهاد أهم .. الاقتصاد أهم .. والجواب عن هذه كلّها هو جواب واحد:وهو عدم الفهم الحق لهذا القرآن المنزّل من لدن حكيم عليم؛{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [النمل: 6]فلا بد من هذا الفهم – بقدر طاقتك – وإلا والرحمنِ الذي أنزل القرآن لن تبلغ مرادَك في الصلاح والإصلاح في الدنيا، ولا في الرفعة والدرجات في الآخرة !!وأدلة ذلك مبسوطة ستأتي فيما نستقبل –بإذن الله-، ولكن أنبّه هنا أن الفهم الحق الذي لا بد منه نوعان:1-فهم ذهني معرفي ..2-فهم قلبي إيماني ..والفهم الثاني هو الغاية، والأول إنما هو وسيلة.قال الحسن البصري –رحمه الله-:"العلم علمان؛ 1- علم في القلب، فذاك العلم النافع. 2- وعلم في اللسان، فتلك حجة الله على خلقه".فتنبه إلى ذلك –يا أخا القرآن- فإنه سورُ ما بين الفريقين.فإن قلت: فكيف تحقيق ذلك؟فالجواب: باتباع منهج الذين قال الله عز وجلّ فيهم:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} الآية [الفتح: 29].وقال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم –كما في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".فلا محيد ولا مناص من اتباع منهجهم في تعلمنا وتعليمنا للقرآن.فإن قلت: وهل خالفناهم في طريق تعلّمنا أو تعليمنا القرآن؟فأقول: نعم –غفر الله لي ولك- قد فعلنا شيئاً من ذلك.فقد كان السلف –رحمهم الله- من عظيم فقههم يتعلمون الإيمان قبل أن يتعلموا القرآن، يتعلمون صغار العلم قبل كباره، يمتثلون قبل أن يستكثروا.فإن سألت: وكيف نسلك طريقهم؟فالجواب: يا أخا القرآن، إنما رقمت هذه المراحل من أجل بيان ذلك، فخذها غُنمها وعلى كاتبها غُرمها ولا حول لي ولا قوة إلا بالله.... يتبع ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا