الخميس، 5 أبريل 2012

"من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب"

{ من شر ما خلق }.. أي من شر خلقه إطلاقاً وإجمالاً. وللخلائق شرور في حالات اتصال بعضها ببعض. كما أن لها خيراً ونفعاً في حالات أخرى. والاستعاذة بالله هنا من شرها ليبقى خيرها. والله الذي خلقها قادر على توجيهها وتدبير الحالات التي يتضح فيها خيرها لا شرها!
{ ومن شر غاسق إذا وقب }.. والغاسق في اللغة الدافق، والوقب النقرة في الجبل يسيل منها الماء. والمقصود هنا ـ غالباً ـ هو الليل وما فيه. الليل حين يتدفق فيغمر البسيطة. والليل حينئذ مخوف بذاته. فضلاً على ما يثيره من توقع للمجهول الخافي من كل شيء: من وحش مفترس يهجم. ومتلصص فاتك يقتحم. وعدو مخادع يتمكن. وحشرة سامة تزحف. ومن وساوس وهواجس وهموم وأشجان تتسرب في الليل، وتخنق المشاعر والوجدان، ومن شيطان تساعده الظلمة على الانطلاق والإيحاء. ومن شهوة تستيقظ في الوحدة والظلام. ومن ظاهر وخاف يدب ويثب، في الغاسق إذا وقب!


في ظلال القرآن
سيد قطب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمنا